تعهد الرئيس التركي عبد الله غول برد قوي على هجوم عنيف شنه مقاتلو حزب العمال الكردستاني في تركيا على قاعدة للوحدات الخاصة التركية قرب الحدود التركية مع شمالي العراق أول أمس الجمعة وأسفر عن مقتل 15 جنديا تركيا وإصابة 20 آخرين. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي" أن غول وصف في بيان مصور على موقع الرئاسة التركية الهجوم بأنه "غادر" وبأن تركيا مصممة على الاستمرار في عملياتها ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني وقال: "دعني أؤكد مرة أخرى أن نضالنا سيستمر ضد حزب العمال الكردستاني مهما كانت الكلفة". كما قطع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان زيارته الى تركمنستان وعاد إلى تركيا لحضور اجتماع امني عاجل لدراسة الرد التركي على هذا الهجوم. وتحدثت قيادة أركان الجيش التركي عن هجوم البارحة بالأسلحة الثقيلة انطلاقا من أراضي العراق استهدف مخفرا في بلدة سمدينلي في محافظة هاكاري على الحدود العراقية وقريبا من الحدود الإيرانية, وقالت إن 23 من مسلحي حزب العمال قتلوا في اشتباكات تلته. كما قالت إن الجيش أطلق عملية لتحرير جنديين أسرهما حزب العمال الذي أنهى بهجومه هدنة ثلاثة أيام أعلنها بمناسبة عيد الفطر. وشن الجيش التركي هجوما جويا وبريا واسعا مستخدما المدفعية والطائرات المقاتلة على مواقع المسلحين الذين شوهدت مجموعة منهم على مسافة10 كم من موقع الهجوم. ويأتي هذا الهجوم في وقت تستعد الحكومة التركية لتطلب من البرلمان تجديد ترخيص -ينتهي بعد أسبوعين- حصل عليه الجيش العام الماضي ويسمح له، عند الضرورة, بعبور الحدود إلى شمال العراق حيث توجد, حسب السلطات التركية, القواعد الخلفية لحزب العمال. وتتقاسم الولاياتالمتحدة معلوماتها الاستخبارية مع الجيش التركي حول تحركات حزب العمال في شمال العراق, لكنها حذرت من عمليات طويلة الأمد هناك, لأنها تزعزع -حسب قولها- أمن هذا البلد أكثر وأمن المنطقة كلها. وتوغل الجيش التركي منذ العام الماضي عدة مرات في شمال العراق, لكنه اكتفى بشن عمليات قصف مدفعي وجوي منذ فبراير/شباط الماضي, تاريخ عملية عسكرية قال إنها انتهت بمقتل 240 من مسلحي حزب العمال و27 جنديا تركيا. وهجوم البارحة تحد لقائد الجيش الجديد الجنرال إيلكر باسبوغ الذي شدد على أن الحرب على حزب العمال ستستمر, لكنه دعا أيضا إلى إجراءات اجتماعية واقتصادية تجلب السلام إلى جنوب شرق تركيا حيث يعيش غالبية الأكراد الذين يشكلون نحو 17% من السكان. وأعلن أردوغان خططا لاستثمار 12 مليار دولار في هذه المنطقة خلال خمس سنوات للقضاء على التأييد الذي يحظى به حزب العمال. ويسعى حزب العدالة والتنمية الحاكم لانتزاع أصوات الأكراد في مدن رئيسية في هذه المنطقة من حزب كردي في انتخابات بلدية تجرى في مارس/آذار القادم. ويقاتل حزب العمال -المدرج أميركيا في خانة المنظمات الإرهابية- السلطات التركية من أجل حكم ذاتي موسع في جنوب شرق الأناضول, في صراع قتل فيه منذ 1984 نحو 40 ألف شخص. ويذكر أن الصراع بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني المستمر منذ أكثر من 24 عاما قد أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتدمير آلاف القرى وتشريد ملايين القرووين الأكراد من مناطق المواجهات. الوكالات/ واف