أكد الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي استعدادهما للاستمرار في مساعدة ليبيا وتقديم مزيد من الدعم لحكومة الوحدة الوطنية في حال تشكيلها. ويأتي هذا الموقف عقب مناقشات جرت أمس بمدينة أمستردام، على هامش الاجتماع غير الرسمي بين وزراء خارجية ودفاع أوروبا الذي شارك فيه الأمين العام للناتو، يانس ستولتنبورغ. وقالت إيرسيلا فان دير ليين، وزيرة الدفاع الهولندية إن ليبيا أصبحت الآن مأوى لمسلحي الدولة الإسلامية وأرض خصبة لعملياتهم ويعتقد الأوروبيون أن عدد المنتمين إلى صفوف هذا التنظيم قد تضاعف في ليبيا، بينما تراجع كثيرا في سوريا والعراق. وشكل الوضع في ليبيا موضوعا محوريا في مباحثات الوزراء المجتمعين بعد أن أصبح الجميع ينظر إلى ما يجري هناك بقلق متزايد بالنظر إلى تنامي الخطر الذي أصبح يشكله هذا التنظيم على ليبيا ودول الجوار. وسبق للاتحاد الأوروبي أن أكد في وقت سابق عن تخصيص مائة مليون أورو كمساعدات لليبيا في حال تشكيل حكومة الوحدة الوطنية المرتقبة. وأكد الأمين العام لحلف "الناتو" أن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا يعتبر "خطوة أولى" على طريق محاربة تنظيم الدولة. وأشار فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية أنه مازال يواصل مشاوراته من أجل تشكيل حكومة مصغرة، كما طالب بذلك نواب برلمان طبرق يوم 25 جانفي الماضي ومنحوه مهلة عشرة أيام للإعلان عنها. وقال فتحي عيسى، أحد مستشاري رئيس الحكومة الليبية المعين إن هذه المهلة ستنتهي يوم الأربعاء القادم على اعتبار أن مجلس الرئاسة الليبي تسلم قرار البرلمان يوم 31 جانفي. وأكد مارتن كوبلر، المبعوث الأممي إلى ليبيا أن وحدة وتماسك مجلس الرئاسة لحكومة الوفاق الوطني الليبية "أمر حتمي و«شرط لتحقيق وحدة ليبيا. وقال "إن العديد من المشاركين في الحوار السياسي الليبي طلبوا منه إقناع عضو مجلس الرئاسة في حكومة التوافق المقترحة، محمد عماري بصفته وزير شؤون المجالس المتخصصة بالعدول عن قراره بتعليق عضويته بالمجلس. ومن جهته، قال وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر إن بلاده تراقب الأحداث في ليبيا بدقة بالغة لكنها لم تتخذ أي قرار بشأن توسيع نطاق دورها هناك. وأشار وزير الدفاع الأمريكي إلى الجهود السياسية التي تبذلها الأممالمتحدة، مؤكدا أهمية دعم الليبيين لتوحيد صفوفهم وتشكيل حكومة تتولى إدارة شؤون البلاد. وجاءت تصريحات كارتر في وقت نشرت فيه صحيفة "نيويورك تايمز" أمس مقالا أكدت من خلاله أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يواجه ضغوطا متزايدة من جانب بعض مساعديه لشؤون الأمن القومي لفتح جبهة جديدة ضد تنظيم "داعش" في ليبيا. وكشفت الصحيفة أن الرئيس أوباما أوصى مساعديه بمضاعفة الجهود من أجل دعم تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا في الوقت الذي يتعين فيه على البنتاغون بحث كل الخيارات بما فيها القيام بضربات جوية أوالقيام بعمليات خاصة وتدريب الميليشيات الليبية الموجودة على الأرض، كما تفعل قوات العمليات الخاصة في شرق سوريا.