أصبحت الأمور في شباب بلوزداد واضحة الآن لتحديد المسِِؤوليات والأسباب التي تقف وراء تراجع مردود الفريق وتقهقره في ترتيب البطولة، لا سيما أن الانهزام الأخير المسجل أمام رائد البطولة، اتحاد الجزائر أحدث ضجة وتوترين كبيرين في أوساط النادي. واعتبرت الأوساط الرياضية لشباب بلوزداد أنه لا يمكن من الآن فصاعدا التغاضي أو السكوت عن المساوئ التي لحقت بالفريق جراء الأخطاء المرتكبة من قبل اللاعبين وحتى الطاقم الفني. وقد كان رئيس النادي، رضا مالك أول من نادى جهارا إلى ضرورة إعادة النظر في كل الأمور السلبية التي أضرت بتسيير مسيرة الفريق في البطولة، حيث قال في نهاية اللقاء ضد فريق سوسطارة، وهو في أشد غضبه: "لقد تأكد الآن أن مشكل الفريق له علاقة بالعمل الفني". وكانت الرسالة واضحة وفهمها الجميع بسرعة، بمعنى أن المدرب آلان ميشال له مسِؤولية مباشرة في ما لحق من هزائم للفريق، وهو ما يِِؤكد أيضا أن التقني الفرنسي فقد الثقة التي كان حظي بها لدى رئيسه الذي دافع عنه في وقت سابق ووقف إلى جانبه بحزم كبير في وقت كان عرضة للانتقادات وحتى التهديدات من قبل الأنصار الذين طالبوا مرارا برحيله من العارضة الفنية مثلما حدث في أعقاب الخسارة المسجلة أمام مولودية بجاية في الجولة ما قبل الأخيرة بملعب 20 أوت. ويبدو أن الخرجة الجديدة للرئيس البلوزدادي كانت صائبة وفيها كثير من الحقائق بالنظر إلى الضعف الكبير الذي أظهرته تشكيلة لعقيبة في مباراة يوم الجمعة، لا سيما في الجانب التكتيكي الذي افتقر إلى النجاعة والتركيز مثلما أظهرتها فرص التهديف العديدة التي أهدرها اللاعبون البلوزداديون الذين استحوذوا على المباراة لكن بسيطرة عقيمة لم تربك المنافس كثيرا. وأكثر ما استاء له الأنصار البلوزداديون، هو ضعف التنسيق بين اللاعبين فوق أرضية الميدان، وهو الجانب الذي استغلته تشكيلة اتحاد الجزائر للحد من خطورة منافسها. من جانبه، اعترف المدرب آلان بمسؤوليته في ما يحصل للفريق بعدما أكد أنه حاول جاهدا إعادة ترتيب أمور الفريق ودراسة كل الجوانب التي تسيء إلى مردوده، لكن بدون جدوى. وأضاف التقني الفرنسي قائلا: "ليست من عادتي عدم الاعتراف بالفشل أو إتهام اللاعبين، إذا تحتم علي الانسحاب من العارضة الفنية، فإنني مستعد لرمي المنشفة في أي وقت إذا رأى الجميع أنني أقف كحجرة عثرة أمام استرجاع الفريق لقوته". وبالرغم من هذا الموقف الصريح، لا زال بقاء أو رحيل آلان ميشال يقسم مواقف المسيرين وحتى اللاعبين الذين يختلف رأيهم بخصوص مستقبل التقني الفرنسي مع شباب بلوزداد. إلا أن الأمر ليس كذلك لدى الأنصار الذين يتمنون رحيل المدرب، وقد استدلوا في هذا الجانب بما حدث في مولودية الجزائر لما تم الاستنجاد بالمدير الفني الرياضي لطفي عمروش الذي عوض المدرب مزيان إيغيل. وقد بدأت الأصوات تتعالى في شباب بلوزداد، مطالبة بإقالة المدرب آلان ميشال واستخلافه بالمدرب المساعد ماروك ديدين، المعروف بحنكته وبحبه للعمل المدروس، ذلك أن الأنصار تأكدوا الآن أن الفريق لن يرفع رأسه ما دام آلان ميشال موجود على رأس الفريق، ومن الأجدر بالنسبة إليهم أن يتم إبعاده من أجل إحداث الاستفاقة المنتظرة من جميع البلوزداديين، لا سيما أن هناك إمكانية كبيرة لتسجيل قفزة نوعية في ترتيب البطولة. فشباب بلوزداد سيلعب مرتين على التوالي بأرضية ملعبه في الجولتين القادمتين، حيث سيستقبل كل من وفاق سطيف وسريع غيلزان، ويعد ذلك فرصة لزملاء عسلة لكي يسترجعوا ثقة أنصارهم. وإلى حد الآن، لا زالت أنظار الأوساط الرياضية لشباب بلوزداد مشدودة نحو إدارة النادي، لا سيما رئيسها رضا مالك بخصوص العارضة الفنية التي سيكون مستقبلها النقطة الهامة في الاجتماع الهام الذي سيعقده المسيرون اليوم أو غدا من أجل دراسة وضعية الفريق في البطولة. للإشارة، فإن نهاية المباراة ضد اتحاد الجزائر شهدت توترا كبيرا بين الأنصار والرئيس رضا مالك من جهة، ومناوشات كلامية بين المدير الفني الرياضي للنادي، سالمي جيلالي والمدرب المساعد ماروك ديدين من جهة أخرى، فضلا عن وقوع اشتباكات بين بعض لاعبي الفريق عند خروجهم من ملعب 5 جويلية. وبسبب توقف البطولة لبعضة الأيام، قرر الطاقم الفني البلوزدادي منح لاعبيه ثلاثة أيام راحة، حيث سيستأنف الفريق تدريباته غدا الثلاثاء.