اتّفق فرقاء الأزمة في اليمن على العودة مجددا إلى طاولة التفاوض بنهاية الشهر الجاري، على أن تعقد محادثات السلام بدولة الكويت تحت إشراف الأممالمتحدة تستمر من أسبوع إلى عشرة أيام وتكون مصحوبة بوقف لإطلاق النار. وجاء الإعلان عن هذا الاتفاق بعد اللقاءات التي جمعت في الأيام القليلة الأخيرة المبعوث الأممي إلى اليمن الدبلوماسي الموريتاني إسماعيل أحمد ولد الشيخ، بمختلف الفاعلين اليمنيين ومن بينهم قادة جماعة "أنصار الله" التي يقودها عبد الملك الحوثي، والموالون للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح. وقال ولد الشيخ في مقال نشره أمس، على موقع التواصل الاجتماعي "الفايس بوك" إن الأطراف اليمنية توصلت إلى توافق للحل السياسي في البلاد وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء المفاوضات القادمة في دولة الكويت بنهاية الشهر الحالي أو بداية الشهر المقبل قد تستمر من أسبوع إلى 10 أيام. وأكد ولد الشيخ أن جميع الأطراف اليمنية وافقت على أن تكون دولة الكويت مكانا لإجراء المشاورات القادمة، واصفا نتائج زيارته إلى صنعاء بالإيجابية والبنّاءة. وكانت مصادر حكومية وأخرى حوثية أعلنت أمس، عن توافق بين الطرفين لوقف إطلاق النار واستئناف الحوار لاحتواء الصراع الدامي في اليمن والمستمر منذ أكثر من عام ونصف العام. ووفق هذه المصادر فإن جماعة "أنصار الله" قبلت تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي خاصة ما يتعلق بانسحاب مقاتليها من العاصمة اليمنية صنعاء التي استولت عليها منذ بداية العام الماضي. وأكد عدد من المسؤولين اليمنيين الذين شاركوا في محادثات الأحد بين الحوثيين وولد الشيخ التي جرت بالعاصمة صنعاء إنه تم توقيع اتفاق على الهدنة تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي الذي يطلب من الحوثيين تسليم الأسلحة والانسحاب من مختلف المحافظات التي احتلّوها بما في ذلك صنعاء. وفي سياق متصل أعلن محمد عبد السلام، المتحدث باسم جماعة الحوثي عن إجراء مفاوضات مع الجانب السعودي للوصول إلى حلول لإنهاء الحرب في اليمن باعتبار أن المملكة العربية هي من تقود التحالف العربي العسكري الذي تدخل منذ عام على خط المواجهة في اليمن.وقال عبد السلام إن "التفاهمات مع الرياض قائمة على أساس بدء الخطوات وبناء الثقة لوقف الحرب بشكل كامل". مضيفا أنه تم "تبادل كشوفات الأسرى والمفقودين لدى الطرفين في خطوة أولى للوصول إلى حل سلمي لإنهاء الحرب". وأشار إلى أنه تم رفع حوالي 70 جثمانا للطرفين من خطوط النار الأولى في خطوات اعتبر أنها من المفروض أن تؤدي إلى وقف فوري للحرب. وكان عبد الله المعلمي، مندوب السعودية لدى الأممالمتحدة قد أكد أن مبعوثين حوثيين أجروا محادثات في الرياض بداية الشهر الجاري أسفرت عن "خفض التوتر" على الحدود السعودية اليمنية وتبادل جندي سعودي بأسرى حوثيين. يذكر أن عدة محاولات سابقة لتنفيذ وقف إطلاق النار في اليمن فشلت على أرض الواقع، حيث سرعان ما يعود صوت الرصاص ليكون الغالب وتتبادل الأطراف الاتهامات حول انتهاك شروط وقف إطلاق النار.