يقوم السيد عبد القادر مساهل وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية ابتداء من اليوم بزيارة عمل إلى سوريا يترأّس خلالها الوفد الوزاري المشارك في اجتماع لجنة المتابعة الجزائرية السورية. كما يجري خلال هذه الزيارة لقاءات مع كبار المسؤولين السوريين يتم خلالها استعراض الأوضاع بالمنطقة والتطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. بيان وزارة الخارجية الذي تلقت "المساء"أمس نسخة منه أشار إلى أنه سيتم خلال هذه الزيارة عقد الدورة الثانية للجنة المتابعة برئاسة السيد مساهل مناصفة مع السيد همام الجزائري وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري، لبحث مختلف جوانب التعاون بين البلدين وسبل ترقيتها وتوسيع مجالاتها. تأتي زيارة السيد مساهل إلى دمشق بعد تلك التي قام بها إلى ليبيا والتي أعلن خلالها عن إعادة فتح سفارة الجزائر بطرابلس مع عقد لقاء مرتقب لبحث تنمية المناطق الحدودية، في سياق تعزيز علاقات التعاون في شتى المجالات. زيارة وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية إلى سوريا تكتسي أهمية في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها هذا البلد لا سيما على المستوى الأمني، فضلا عن "العزلة الدولية" التي يعيشها بسبب تضارب مواقف الدول بخصوص الأوضاع التي تعرفها دمشق. غير أن الجزائر التي تتمسك بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول حرصت منذ بداية الأزمة السورية على وقوفها إلى جانب وحدة السوريين وتضامنها معهم، ورفضت كل القرارات التي حاولت النيل من هذا البلد وسيادته والتدخل في شؤونه الداخلية. كما دعت في عدة مناسبات إلى أهمية إيجاد حل سياسي للأزمة في هذا البلد، مؤكدة أنها لن تتوقف عن أي جهد دبلوماسي يسهم في هذا الحل. في هذا السياق سبق للسيد مساهل أن نفى لوكالة "سبوتنيك" الروسية إمكانية مشاركة الجزائر في عملية برية في سوريا، مؤكدا بالقول "نحن لن نتدخل في شؤون الآخرين، هذا مبدأ وهذه ثقافة بالنسبة للجزائر. نحن نؤمن بالحلول السياسية، بالحلول عبر حوار في إطار احترام السيادة الوطنية للشعوب واحترام وحدة الأراضي العربية، لا نتدخل في شؤون الآخرين لا في سوريا ولا في أي مكان". سفير الجزائربدمشق صالح بوشة كان قد صرح بدوره لوكالة الأنباء السورية شهر نوفمبر الماضي بأن الجزائر رفضت كل القرارات الصادرة عن الجامعة العربية المتعلقة بتعليق عضوية سورية فيها. وتطرق السفير في حديثه إلى قضية السوريين المقيمين بالجزائر، مشيرا إلى أن عددهم تضاعف بسبب الأزمة التي تعرفها سوريا، ليصل إلى نحو 50 ألفا. للإشارة تزايد عدد السوريين المزاولين للنشاطات التجارية والاقتصادية بالجزائر، حيث بلغ عدد المسجلين منهم في غرفة التجارة الجزائرية نحو 1300 خلال عام 2014، مما يضع سوريا في المراتب الأولى مثل الدول المجاورة للجزائر، كما أن أكثر من 30 شركة مختصة بالبناء يديرها سوريون.