أكد السفير الجزائري في دمشق، صالح بوشة، أمس أن موقف الجزائر من الأحداث في سوريا كان ثابتا وواضحا منذ بداية الأزمة، "حيث أعربت الجزائر عن دعمها الدائم لوحدة سوريا وتضامنها مع الشعب السوري في محنته.."، مذكرا في سياق متصل بأن العلاقات بين الجزائروسوريا تستمد قوتها ومتانتها من الروابط التاريخية التي تربط البلدين. وأوضح الدبلوماسي الجزائري في حديث لوكالة الأنباء السورية "سانا" أن الجزائر التي أحيت الذكرى ال61 لاندلاع ثورتها التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي بداية الشهر الجاري، أعلنت منذ بداية الأزمة في سورية مواقف ثابتة بخصوص وقوفها إلى جانب وحدة السوريين وتضامنها معهم، ورفضت كل القرارات التي حاولت النيل من سوريا وسيادتها والتدخل في شؤونها الداخلية. وإذ أبرز السفير في سياق متصل أهمية إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، أكد بأن "الجزائر لن تتوقف عن أي جهد دبلوماسي يسهم في هذا الحل، لاسيما أنها تعرضت في تسعينيات القرن الماضي إلى أزمة، حاول من خلالها أعداؤها زعزعة استقرارها عبر أعمال إرهابية دامت لعدة سنوات". وحذر السيد بوشة أن تنامي خطر الإرهاب على المنطقة كلها، مشددا على ضرورة التعاون على تجفيف منابعه واستخدام كل الأدوات التي يمكن أن تساعد في القضاء على هذه الآفة التي تجتاح المنطقة كلها، واعتبر في نفس السياق بأن الجهود الحالية لمحاربة الإرهاب ليست كافية "والمطلوب المزيد من التعاون بين كل الدول في جميع المجالات التقنية واللوجستية ومراجعة الكثير من السياسات والإجراءات لمجابهة هذه الآفة بشكل عام، مؤكدا بأن الجزائر حريصة على التعاون والتنسيق مع سوريا في هذا المجال. كما اعتبر السفير الجزائري أن ما تتعرض له سوريا يهدف إلى إضعافها وثنيها عن مواقفها الوطنية والقومية وإبعادها عن دورها بالمنطقة، لافتا في هذا الصدد إلى أن إضعاف سوريا هو إضعاف للمنطقة برمتها. وذكر في سياق متصل بأن الجزائر رفضت كل القرارات الصادرة عن الجامعة العربية المتعلقة بتعليق عضوية سورية فيها. وتطرق السفير في حديثه إلى قضية السوريين المقيمين بالجزائر، مشيرا إلى أن عددهم تضاعف بسبب الأزمة التي تعرفها سوريا، ليصل إلى نحو 50 ألفا. وأكد بالمنابة بأن هؤلاء السوريين لهم كامل الحقوق المدنية ويحظون بكل الرعاية والاحترام، لافتا في نفس السياق إلى تزايد عدد السوريين المزاولين للنشاطات التجارية والاقتصادية بالجزائر، حيث بلغ عدد المسجلين منهم في غرفة التجارة الجزائرية نحو 1300 خلال عام 2014، حسب السيد بوشة الذي أشار إلى أن هذه الوضعية تضع سوريا في المراتب الأولى مثل الدول المجاورة للجزائر، مضيفا بأن أكثر من 30 شركة مختصة بالبناء يديرها سوريون. على صعيد آخر، أبرز سفير الجزائربدمشق أهمية الاحتفال بذكرى ثورة الفاتح نوفمبر المجيدة، التي مكنت الشعب الجزائري من استعادة كرامته، وذلك من أجل نقل قيم المقاومة والانتصار والتضحيات للأجيال القادمة، مذكرا بوقوف سوريا إلى جانب الثورة الجزائرية وتقديمها لمختلف أشكال الدعم السياسي والتقني والفني للثورة، كما أشار في سياق متصل إلى إسهام سوريا في بناء الجزائر في السنوات الأولى من الاستقلال، إضافة إلى مساندتها لها في المحافل الدولية والإقليمية.