لا زال عبد الرحمان حماد يعد إلى يومنا هذا من بين أحسن الرياضيين في ألعاب القوى الجزائرية وبالضبط في اختصاص القفز العالي الذي برز فيه حتى على المستوى العالمي من خلال فوزه بالميدالية البرونزية في ألعاب سيدني بأستراليا سنة 2000 بقفزة قدرها 2م،32 سنتم، وقتها كان ينظر لحماد على أنه من بين أحسن الرياضيين العالميين في هذا الاختصاص. كما أن حماد سيطر لعدة سنوات على المستوى الإفريقي، فنال الميداليات الذهبية للبطولات الإفريقية لدورات داكار(1998) ودورة الجزائر (2000) و دورة تونس (2002).منذ انسحاب حماد من الممارسة الرياضية وطنيا ودوليا، لم يتمكن أي رياضي جزائري في هذا الاختصاص من استخلافه لا على المستوى الوطني و لا على المستوى الإفريقي أوالدولي، ربما قد ننتظر سنوات أخرى لكي يتم تحطيم أرقامه القياسية بالجزائر في القفز العالي. وقد أرجع عبد الرحمان حماد تراجع مستوى هذا الاختصاص إلى عدة أسباب، و شرح ذلك بالقول "قلة المدربين تعد من بين الأسباب الأولى التي جعلت اختصاص القفز العالي يتراجع مستواه في الجزائر، فضلا عن أن الأحسن منهم فضلوا العمل في الخارج على غرار التقني الكبير زروقي الذي كان يدربني وهو الذي صقل موهبتي وأوصلني إلى المستوى العالمي، حيث يعمل حاليا في الإمارات العربية شأنه شأن البطل الجزائري السابق في 110 حواجز، نور الدين طاجين. وأظن أنه لا توجد خليفة حقيقية في مجال المدربين المختصين ليس فقط في القفز العالي، بل في كثير من الاختصاصات". كما أرجع محدثنا الضعف الحالي لرياضة ألعاب القوى إلى قلة الاهتمام بالفئات الشبانية التي لم تجد حسب أقواله من يصقل موهبتها خلال فترة تكوينها. وتابع قائلا في هذا الموضوع: "اليوم الفئات الشبانية تعاني أثناء فترة تكوينها، البعض منها تمر إلى الأصناف الأخرى وهي غير ملمة بكثير من الأشياء التي من المفروض أن تقوي من خلالها قدراتها التقنية، وعادة ما يحدث لها هذا النقص خللا كبيرا في المراحل التنافسية ويصعّب عليها التكيف بسرعة مع المستوى العالي". وتأسف عبد الرحمان حماد كون الرابطات الولائية لا تلعب الدور الذي كانت تقوم به سابقا في مجال التكوين، لكنه قال إنه لا يلوم المسؤولين عن تسييرها لكونهم لا يتلقون الدعم الكافي من حيث المساعدات المادية والمنشآت وكذا التجهيزات، وعادة ما يعجزون عن دفع مرتبات المدربين الذين يعملون على مستوى الرابطات. ونادى حماد إلى ضرورة التكفل بالرابطات لكي تعود من جديد إلى الدور المنوط بها في مجال التكوين وصقل المواهب الشابة. وتحدث صاحب الميدالية البرونزية في القفز العالي بكثير من التأسف والحسرة عن المرحلة الذهبية التي عرفتها ألعاب القوى الجزائرية أثناء بروز العداءات حسيبة بولمرقة ونور الدين مرسلي على المستوى الدولي، قائلا إن الجزائر لم تستغل تلك المرحلة من أجل دفع عجلة تطوير هذه الرياضة من خلال تشجيع الشبان على ممارسة أنواع الفروع التي تمتلكها ألعاب القوى، مذكرا بكثير من الأسف الإخفاقات التي نالت من إرادة عدائين كبار منهم زرق العينين وبوكنزة. وعن المشاركة الجزائرية القادمة في الألعاب الأولمبية 2016 التي تحتضنها هذه الصائفة المدينة البرازيلية ريو دي جانيرو، قال محدثنا إن مهمة رياضيينا في هذا الموعد ستكون صعبة لعدة أسباب، من بينها غياب رياضيين كبار في كثير من الاختصاصات، واستثنى من ذلك توفيق مخلوفي في مسافة ال 1500م والعربي بورعدة في اختصاص العشاري، حيث يضع عبد الرحمان حماد آمالا كبيرة على هذين الرياصيين لانتزاع الجزائر ميداليات، لاسيما مخلوفي الذي يريد استرجاع لقبه الأولمبي في "ملك" المسافات والذي ناله في دورة لندن سنة 2012، إلى جانب عناصر الملاكمة التي قال عنها حماد إنها شرفت الجزائر دائما في مختلف الدورات الدولية الرياضية. لكن حماد يدرك أن كل الرياضيين الجزائريين المعنيين بدورة ريو دي جانيرو البرازيلية مستعدون لمختلف المنافسات بفضل البرنامج التحضيري الذي أعدته اللجنة الأولمبية الجزائرية التي قال عنها محدثنا إنها سمحت للجميع بإعداد تحضيرات جيدة هنا في الجزائر وفي الخارج، لا سيما بالنسبة لرياضيي النخبة.