أبدت مجموعة الخمس زائد واحد المعنية بالتفاوض بشأن الملف النووي الإيراني موقفا موحدا، أمس، تجاه طهران بعرضها مشروع قرار مشترك على مجلس الأمن الدولي لا يتضمن فرض عقوبات جديدة على إيران. وأعربت مجموعة الخمس زائد واحد التي تضم الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا إثر اجتماع مفاجئ، نهاية الأسبوع، عن أملها في أن تتم المصادقة على هذا المشروع بداية الأسبوع المقبل. وأراد وزراء خارجية دول المجموعة طمأنة العالم حول مواصلة الخيار الدبلوماسي في التعاطي مع الملف النووي الإيراني التي ازدادت حدة القبضة بينها وبين الدول الغربية بسبب إصرارها على مواصلة برنامجها النووي إلى غاية نهايته. وعقد وزراء خارجية مجموعة الخمس زائد واحد اجتماعهم المفاجئ بعد إلغاء اجتماع مماثل كان مقررا الخميس الأخير بطلب من موسكو التي ترفض فرض عقوبات جديدة على طهران. ولكن موسكو التي انتقدها الغرب بسبب تدخلها العسكري في جورجيا، وجّهت صفعة الثلاثاء الماضي في نيويورك إلى هذه المجموعة بعدما أرغمتها على إلغاء الاجتماع الوزاري الذي كان مقررا عقده نهاية الأسبوع لبحث كيفية التعامل مع البرنامج النووي الإيراني. وأكدت مصادر رسمية أمريكية أنه كان يفترض أن يقوم وزراء خارجية المجموعة خلال ذلك الاجتماع ببحث عقوبات جديدة على طهران التي ترفض تعليق برنامجها النووي لكن روسيا رفضت المشاركة فيه. ويتضمّن نص المشروع الجديد ثلاث فقرات تذكّر بفعالية العقوبات الدولية التي سبق وأقرّها مجلس الأمن الدولي في سياق ممارسة الضغوطات على طهران لإرغامها على التخلي عن برنامجها النووي الذي يثير أزمة حادة بينها وبين الدول الغربية. كما يطالب نص المشروع مجددا من إيران الالتزام بكل الالتزامات التي تنجر عن هذا القرار. يذكر أن مجلس الأمن الدولي كان قد تبنى أربعة قرارات من بينها ثلاثة قرارات تضمّنت فرض عقوبات دولية على طهران بهدف إرغامها على تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم التي يعتقد الغرب أنها تخفي وراءها أغراض عسكرية. وقد جدّد السفير الروسي لدى الأممالمتحدة، فيتالي تشوركين، خلال الاجتماع موقف بلاده الرافض لفرض عقوبات جديدة ضد طهران وقال "إننا نعتبر أن الوقت غير مناسب بعد لفرض المزيد من العقوبات ويجب التركيز على المفاوضات لتسوية الملف النووي الإيراني". من جانبه، أكد نظيره الفرنسي جون موريس ريبير أهمية وحدة مجموعة الست وقال إن هناك نص مشروع قرار موحد جاء ثمرة لاجتماع فجائي لوزراء خارجية الدول الست عقد مساء الجمعة الأخير والذين أكدوا على مواصلة الخيار الدبلوماسي في معالجة الأزمة النووية الإيرانية. ولكن دبلوماسيين أوروبيين أعربوا عن قلقهم من أن يؤدي خطر تجميد المفاوضات مع نهاية عهدة الرئيس الأمريكي جورج بوش بنهاية العام الجاري إلى دفع إسرائيل بالتدخل عسكريا ضد إيران. وكان رئيس الدبلوماسية البريطاني ديفيد ميليباند أكد أن الدول الست التي تسعى إلى التأكيد على وحدة مواقفها تصر على مواصلة استراتيجيتها المزدوجة فرض عقوبات من جهة وتقديم تحفيزات من جهة أخرى، مؤكدا تصميم هذه المجموعة على تحريك هذه الاستراتيجية عبر محادثات جديدة وتدابير جديدة. للإشارة، فإن موقف مجموعة الخمس زائد واحد يأتي بعد تنديد الوكالة الدولية للطاقة الذرية في آخر تقرير لها منذ أسبوعين برفض إيران وقف نشطات تخصيب اليورانيوم واتهمتها بعدم التعاون مع مفتشيها لتقديم معلومات بشأن برنامجها النووي المثير للجدل.