رحبت إيران أمس بعرض الدول الغربية التي دعتها إلى إجراء حوار مباشر بخصوص برنامجها النووي في مسعى لإيجاد مخرج توافقي لهذا الملف الشائك.وقال سعيد جليلي كبير المفاوضين الإيرانيين أن بلاده ترحب بإجراء محادثات مع مجموعة "الخمسة زائد واحد" الهادفة إلى إقامة تعاون بناء بين الجابين لتسوية الملف النووي الإيراني الذي خلق أزمة حادة بين طهران ومختلف الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة. وأوضح المسؤول الإيراني انه تم إبلاغ ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا بالرد الإيراني على العرض الغربي في اتصال هاتفي معه. وأضاف أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستنشر بيانا رسميا ردا على عرض مجموعة "الخمسة زائد واحد" التي تضم الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي إضافة إلى ألمانيا. وكانت مجموعة "الخمسة زائد واحد" أعلنت في الثامن أفريل الجاري أنها ستوجه دعوة لإيران لإجراء لقاء مباشر معها يتمحور حول برنامجها النووي، وطلب ممثلو الدول الست من ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا إبلاغ طهران بهذه الدعوة. وغداة هذا الإعلان أكد مستشار للرئيس الإيراني أن طهران سوف تدرس المقترح الغربي الذي وصفه بالبناء بإجراء حوار مباشر في نفس اليوم الذي دشن فيه الرئيس الإيراني أول مصنع لإنتاج الوقود النووي كما أعلن عن تجربة نوعين من أجهزة الطرد المركزية الأمر الذي نظرت إليه واشنطن بعين الريبة والشك وهي التي كانت مدت يدها إلى طهران لفتح صفحة جديدة تكون مبينة على لغة الحوار والدبلوماسية. ويرى متتبعون أن إيران تمكنت من فرض وجهة نظرها في معالجة ملفها النووي من خلال فرض مطالبها على الدول الغربية التي لم يتضمن عرضها هذه المرة أي شرط بخصوص تعليق تخصيب اليورانيوم مقابل إجراء مباحثات مباشرة مع طهران. وكانت هذه المجموعة أشادت بالموقف الجديد الذي تبنته إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما بخصوص فتح أبواب الحوار مع طهران في انقلاب جذري على موقف الإدارة الجمهورية السابقة التي كانت تصنف طهران ضمن محور دول الشر الداعمة للإرهاب مما يتوجب وقفها عند حدها حتى وإن تطلب ذلك استخدام القوة العسكرية. وعاد الملف النووي من جديد إلى الواجهة بعد أن كشفت الإدارة الأمريكيةالجديدة عن مقاربتها المبنية على الحوار والدبلوماسية في التعاطي مع هذا الملف واعتبرت طهران أن الدول العظمى وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة لا يوجد أمامها أي حجة للاعتراف بإيران كقوة نووية لكن سلمية. وتصر طهران على ضرورة توسيع المباحثات بينها وبين القوى العظمى لتشمل قضايا أخرى وأن لا تقتصر على المسألة النووية.