تثير الاعتقالات التعسفية وسوء المعاملة والتعذيب التي يتعرض لها المناضلون الصحراويون بالسجون المغربية انشغال البرلمانيين الأوروبيين الذين لفتوا من جديد انتباه رئيسة الدبلوماسية الأوروبية بشأن وضع المعتقلين الصحراويين لا سيما الطلبة المسجونين إثر المواجهات العنيفة التي حدثت في نهاية يناير 2016 بجامعات أكادير ومراكش (المغرب). وفي سؤال كتابي وجه للممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الخارجية السيدة فيديريكا موغريني لفت النائب الأوروبي نيوكليس سيليكيوتيس انتباه المفوضية الأوروبية بشأن تدهور الوضع الصحي للطلبة الصحراويين القابعين بالسجون المغربية بعد اعتقالهم إثر المواجهات التي حدثت بينهم وبين الطلبة المغربيين. وأشار السيد سيليكيوتيس إلى أن "صحة المضربين عن الطعام تتدهور يوما بعد يوم وقد نقل بعضهم إلى المستشفى"، مضيفا أن هؤلاء الطلبة قد "اعتقلوا من قبل الشرطة المغربية التي أساءت معاملتهم". وأوضح أنهم "مضربون عن الطعام بسبب انعدام أي تحقيق في جرائمهم المزعومة" مضيفا أنهم "يطالبون بمعاملة إنسانية وباحترام حقوقهم الأساسية وبمحاكمة عادلة وفقا للقانون الدولي وللدستور المغربي الجديد". وحسب النائب الأوروبي فإن الطلبة المتهمين باغتيال معتقلون في السجون المغربية بسبب "قناعاتهم السياسية بشأن الصحراء الغربية ومشاركتهم في مظاهرات سلمية". ودعا السيد سيليكيوتيس المفوضية الأوروبية إلى التدخل لحمل الحكومة المغربية على احترام حقوق الصحراويين لاسيما حقهم في محاكمة عادلة وإطلاق سراح الذين تم اعتقالهم بصفة تعسفية. من جهته ندد النائب الأوروبي جواو بيمانتا لوبيش بظروف اعتقال الطلبة الصحراويين مؤكدا أنهم "تعرضوا للتعذيب والإهانة ومعاملة غير إنسانية على يد الشرطة القضائية". وأشار النائب الأوروبي إلى أن هؤلاء المعتقلين "لم يستفيدوا من أي مساعدة قضائية"، مضيفا أن القاضي المكلف بالقضية لم يستمع لهم إلا بعد تدهور الوضع الصحي للسجين علي شرقي الذي دخل في غيبوبة بعد 28 يوما من الإضراب عن الطعام. وذكر في هذا السياق بوفاة المسجون السياسي الصحراوي إبراهيم صيكا في 15 أبريل الماضي بعد إضرابه عن الطعام احتجاجا على معاملة السلطات المغربية له. وأكد النائب الأوروبي في السؤال الموجه للسيدة موغريني أن "إبراهيم صيكا (...) توفي إثر الإضراب عن الطعام الذي شرع فيه احتجاجا على الظلم الذي تعرض له بعد ضربه وشتمه وإهانته". واستوقف النائب الأوروبي رئيسة الدبلوماسية الأوروبية بشأن الإجراءات التي ينبغي أن يتخذها الاتحاد الأوروبي من أجل وضع حد للقمع المغربي في أراضي الصحراء الغربية المحتلة وتطبيق لوائح الأممالمتحدة وتنظيم استفتاء تقرير المصير. من جهة أخرى خلدت تنسيقيات البطالين الصحراويين بالأراضي المحتلة وجنوب المغرب أربعينية الشهيد ابراهيم صيكا الذي أغتيل خلال فترة اعتقاله من طرف السلطات المغربية، وذلك وسط حالة من الحصار والقمع والتضييق من طرف قوات الإحتلال المغربي ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا، حسبما أوردته وكالة الأنباء الصحراوية (وأص). للإشارة، فإن الشهيد براهيم صيكا كان قد اعتقل بتاريخ الفاتح من أبريل الفارط بعد أن كان في طريقه للمشاركة في وقفة للتنسيق الميداني للبطالين الصحراويين بكليميم لتتم إحالته على مخافر الشرطة المغربية حيث تعرض لشتى أنواع التعذيب المبرح مما كان سببا في وفاته بمدينة أكادير بتاريخ 15 أبريل 2016.