انطلقت، أول أمس، بالمدينة الأثرية كويكول، فعاليات الطبعة الثانية عشر لمهرجان جميلة العربي، بتنظيم سهرة مغاربية بامتياز، استمتع فيها الجمهور الحاضر بوصلات فنية من مختلف الطبوع العربية، كسرت هدوء وسكينة الجميلة جميلة، والتي انطلقت شرارتها من العاصمة الموريتانية نواكشوط مرورا بالرباط والجزائر ثم أرض الخضراء تونس وصولا إلى عاصمة الجماهرية بنغازي. وقد تمكن نجوم السهرة الأولى من مهرجان جميلة العربي، من تشكيل فسيفساء فنية رائعة كسرت جميع الطابوهات السياسية، وكانت عبارة عن رسالة حب وأخوة بين شعوب المغرب العربي الذي تربطه ببعض العديد من القواسم المشتركة، من الهوية العربية والدين الإسلامي الحنيف إلى العادات والتقاليد. وفي هذا السياق، استطاع هؤلاء صناعة ملحمة وتشكيل لوحة موحدة لجغرافية المغرب العربي الكبير، وتقديم صورة لعالم أجمل عن حكاية فنية لها أواصر متينة بين الجزائر وجيرانها من تونس، ليبيا، المغرب وموريتانيا. وكان أول من امتطى ركح جميلة العربي في نسخته هذه، خريج مدرسة ألحان وشباب، ابن مدينة صالح باي الواقعة جنوب عاصمة الولاية سطيف، الفنان عماد باشا، بتقديمه وصلات غنائية في طابع فلكلوري سطايفي ممزوج بالشاوي، علاوة على أغاني من التراث المميز لأفراح وأعراس المنطقة، فتح بها الشهية للجمهور مثل الأغنية الشهيرة للمرحوم الشاب عزيز "يالجمالة"، بالإضافة إلى مجموعة من الأغاني السطايفية التي رقص عليها الجمهور الحاضر. ثاني فنان أضاء خشبة كويكول، كانت الفنانة منى منت دندني بزيها الموريتاني التقليدي، التي سافرت بجمهورها إلى الفن الهادئ، كما استحضرت الثقافة الموريتانية بشكل لافت للانتباه، واستهلت الفنانة سهرتها بموال من التراث الموريتاني بعنوان "ريشة الفن" للفنانة الموريتانية الراحلة ديمي منت آب، بالإضافة إلى مجموعة أغاني من ريبارتوارها الفني منها أغنيتيّ "حبيبي حبيتو" و«كافيني". ليأتي دور ابن مدينة الدار البيضاء المغربية، الفنان حاتم عمور الذي بعث رسائل حب من الشعب المغربي إلى نظيره الجزائري، عن طريق الفن، لتستكمل الحكاية بأغاني من التراث التونسي، صدحت بها حنجرة النجمة المتألقة در إنصاف حمداني التي غنت لجميلة ورحلت بالجمهور إلى عمق الثقافة التونسية باستحضار بعض الأغاني القديمة التي يحفظها الجمهور الجزائري عن ظهر قلب على غرار أغنية "ما صار مقياس نغني، ما صار مقياس يعجب" التي حركت الحضور بالرقص والتصفيق. كما قدم الفنان الليبي الشاب جيلاني في رحلته الثالثة إلى مهرجان جميلة رائعته "وعيوني سهارة"، وكذا "طالع عبالي" وباقة من أغانيه الأخرى الجميلة.. أما خاتمة السهرة الأولى، فكانت من توقيع خريجة مدرسة ستار أكاديمي الشابة سهيلة بن لشهب، التي بدت كالحمامة فوق الخشبة حيث أبدعت من خلال تقديمها لباقة من الأغاني التي تتغنى بتاريخ البطولات الجزائرية.