عاشت مدينة وهران أمس، ومجددا أجواء رعب حقيقية وذلك بعد تسجيل انهيار كبير وخطير بجوار جسر زبانة بقلب مدينة وهران، مما تسبّب في توقف الحركة وحدوث فوضى مرورية كبيرة شلّت كامل المنطقة بالنظر لموقع اللانهيار الواقع أسفل جسر يربط عدة أحياء بوهران وخاصة المتجهين نحو شواطئ وهران والميناء. كانت الساعة تشير إلى الواحدة صباحا عندما شهد مستعملو جسر زبانة انهيارا لأجزاء واقعة أسفل الجسر مع سماع أصوات الانهيار حسب شهود عيان في وقت كان فيه الجسر يعجّ بالحركة. خاصة وأن جسر زبانة يعد حلقة الربط بين وسط المدينة وأحياء سيدي الهواري والميناء ومنطقة الساحل الوهراني على الكورنيش. وحسب مصادر من مدير الأشغال العمومية فإن الانهيار وقع ليلا ولحسن الحظ أنه لم يصل إلى غاية أسفل الجسر الذي يعد شريانا أساسيا للمرور بوسط المدينة يضيف المصدر الذي أضاف بأن حادث الانهيار يعود لتسرّب مائي دون تحديد طبيعة هذا التسرّب في وقت كشف مصدر أمني بأن مصالح الشرطة قررت قطع الطريق ومنع المرور فوق الجسر خوفا من تواصل انهيار الأرضية والذي قد يطال أسفل الجسر على اعتبار أن المنطقة صخرية. وعلمنا كذلك بأن مديرية الأشغال العمومية وبعد المعاينة التقنية قررت غلق الجسر أمام المرور لمدة 4 أشهر إلى غاية انتهاء أشغال تقوية الأرضية المنهارة والتي ستنطلق خلال الأسبوع الجاري، وقد تنقل إلى عين المكان مدير الأمن الولائي وعدد من المسؤولين للوقوف على الحادث واتخاذ القرارات المناسبة، خاصة وأن الحادث أوقف الحركة بالمنطقة بصفة كاملة. فيما شرعت مصالح الشرطة رفقة مديرية النقل في تسطير برنامج مروري خاص لفك الخناق عن وسط المدينة، فيما توقعت مصادر أن تعيش مدينة وهران خلال الفترة المقبلة جحيما مروريا جراء غلق الجسر وتحويل السير نحو منطقة واجهة البحر المتضررة هي الأخرى من انهيارات سابقة، فيما يبقى التحدي الكبير متعلقا بشحنات الوزن الثقيل الممنوعة أصلا من السير فوق أرضية واجهة البحر، في وقت يشهد فيه الجسر مرور الشاحنات نحو منطقة الطنف الوهراني. هذا ويذكر بأن جسر زبانة أنجز منذ11 سنة وهو جسر فريد من نوعه، حيث بني بواسطة الدفع أو ما يعرف بالجسر المدفوع وذلك بالنظر لطبيعة هذه المنطقة التي يمر أسفلها وادي الروينة الذي يتخذ من ميناء وهران مصبّا له، فيما شهدت المنطقة إنجاز عمارات سكنية ب16 طابقا وهي تقع مباشرة مقابلة لمكان الانهيار على بعد أمتار فقط.