أظهرت دراسة للدكتور بوفولة بوخميس من جامعة عنابة ومعزوز بركو من جامعة باتنة، حول" التغير الاجتماعي والأسري وعلاقته بالسلوك الإجرامي لدى المرأة في المجتمع الجزائري"، أن السجينات ينتمين غالبا إلى أسر أفرادها ذوو سوابق عدلية، حيث تتميز البيئة التي نشأن فيها بانحراف بعض أفراد الأسرة، خاصة الوالدين وبممارسة العنف ضدهن، فضلا عن التفكك الأسري واضطراب المحيط الثقافي. وتمحورت إشكالية الدراسة التي شملت عينتها 90 امرأة سجنية، حول العوامل الدافعة إلى ارتكاب الفعل الإجرامي لدى المرأة في المجتمع الجزائري، وخصائص البيئة التي ترعرعت فيها المرأة المجرمة، وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن المرأة العازبة أكثر ارتكابا للجريمة من المرأة المتزوجة، كما أن نسبة عودة المرأة إلى الجريمة أقل بكثير مقارنة بالرجل. وبينت الاستجوابات أن أكثر الجرائم المرتكبة من طرف المرأة السجينة هي القتل ثم الدعارة، السرقة، فالزنا، وتتراوح مدة العقوبة المفروضة عليهن بين ست سنوات و15 سنة، وعلاوة على ذلك، اتضح أيضا أن السجينات استعملن كل ما يمكن أن يستعمله الرجل من وسائل لدى ارتكابهن للجرائم ضد الأصول، الأبناء والأزواج. وورد في الدراسة أن نسبة الجرائم المرتكبة من طرف المرأة القاطنة بالريف، بلغت 52.40 مقابل 47.60 من الجرائم التي ارتكبتها نساء المدينة. وعلى صعيد آخر، كشفت مقابلة مع عينة السجينات، أنهن متوسطات الجمال، مشحونات بالغضب والحقد أيضا، كما يتميزن بشدة الانفعال.. وبدا كذلك أن كل واحدة منهن تبحث عن مبرر لفعلتها، علاوة على وضع تصور محفوف بالتشاؤم تجاه المستقبل والسعي إلى التكفير عن الذنب بالشعائر الدينية، لاسيما وأن انخفاض تقدير الذات في وسطهن يصل الى نسبة كبيرة. وعلى هذا الأساس، دعا معدا الدراسة إلى ضرورة تبني أساليب إصلاحية، بالاعتماد على أخصائيين في علمي الاجتماع والنفس، وتوعية العائلات حول سبل التنشئة الاجتماعية لتكوين أفراد صالحين، إضافة الى استحداث فضاءات لفهم عمق ودلالة إجرام المرأة وإدراجها تحت اسم "علم نفس المرأة".