شدد الوزير الأول عبد المالك سلال أمس من سعيدة على ضرورة الكف عن تسييس المدرسة والجامعات، مستغربا تكرار الجدال "العقيم" أو ما وصفه ب«التشويش" على سير الموسم الدراسي بإثارة قضايا "وهمية" مع كل دخول مدرسي، وأكد في سياق متصل بأن اللغة العربية والتربية الإسلامية وكذا اللغة الأمازيغية لن يتم المساس بها في منظومة التعليم، على اعتبار أنها ثوابت وطنية مكرسة في الدستور الذي يحرسه ويحميه رئيس الجمهورية. ودافع السيد سلال في تصريح للصحافة على هامش تدشينه لثانوية جديدة ببلدية سيدي بوبكر بسعيدة على الجهود الكبيرة التي تبذلها الأسرة التربوية من أجل تطوير وتحسين منظومة التعليم، موضحا بأن النقاش "الفارغ" الذي يثار لأغراض سياسوية لا يمس بوزيرة التربية الوطنية فقط، بل بكل أفراد الأسرة التربوية الكبيرة. وإذ اعتبر كل ما يثار حول اللغة والعلوم الاسلامية جدال عقيم، حيث ذكر بالجدل الذي أثير العام الماضي حول "العامية" وهذه السنة حول "التربية الإسلامية"، أكد الوزير الأول بأن اللغة العربية ستبقى هي لغة التعليم في الجزائر والعلوم الإسلامية باقية في امتحان البكالوريا، داعيا في المقابل جميع أطياف المجتمع الجزائري إلى المساهمة بشكل بناء في تحسين أداء منظومة التعليم من خلال النقاش الراقي الذي يسمح بتطوير هذه المنظومة. وبعد أن ذكر بأن الحكومة تتجه في إطار تحسين منظومة التعليم إلى انتهاج الجيل الثاني من الإصلاحات ولانفتاح على اللغات الأجنبية، تأسف سلال لكون مستوى النجاح في شعبة الرياضيات لا يتعدى ال5 بالمائة " في حين أن الجزائر في حاجة إلى مهندسين أكفاء لإنجاح مسعاها في انتهاج اقتصاد المعرفة"، كاشفا في سياق متصل بأن الاجتماع الوزاري المشترك الذي تم عقده أول أمس الثلاثاء درس ملف فتح 10 مدارس عليا للنخبة من أجل تثمين وترقية الكفاءات الوطنية التي تعد الجزائر بحاجة ماسة إليها لتجسيد استراتيجيات التطوير الاقتصادي. وختم السيد سلال تصريحه بالتذكير بموعد الانتخابات التشريعية المرتقبة العام القادم، حيث أشار إلى أن الحكومة تعمل على ضمان التحضير الجيد لهذ الموعد السياسي الهام، داعيا الأحزاب السياسية إلى تبني خطاب ذي مستوى بعيد عن " السياسوية".