خرجة ناجحة تلك التي قادت تشكيلة مولودية وهران إلى ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو لملاقاة الشبيبة القبائلية في لقاء انتهى بتعادلهما هدفا لمثله، وكان مفتوحا على كل الاحتمالات لحاجة الفريقين للنقاط الثلاث حتى يدعّما بها هدفيهما. ويمكن القول إن «الحمراوة» تحلوا ببعض الواقعية عندما صرحوا بأنهم سيستثمرون في فترة الفراغ التي تمر بها الشبيبة، وتحلوا بثقة في النفس بدون إفراط لإدراكهم أن المضيفين القبائل، سيرمون بكل قواهم لوضع حد لسلسلة التعادلات التي لصقت بهم منذ أربع جولات. ولحسن حظهم أنهم يكسبون حارسا قويا اسمه ناتاش، ساهم بقسط كبير في تسجيل اللوح الإلكتروني لملعب تيزي وزو لتعادل إيجابي في نهاية اللقاء، عنوانه دعمت به المولودية رصيدها، وكانت ثمينة بالنظر لما ضاع من أقدام لاعبي شبيبة القبائل من فرص وأهداف أكيدة خاصة في الشوط الثاني، كانت كفيلة برفع النتيجة النهائية إلى أكثر من تلك الحصيلة المعروفة، ولمصلحة القبائل التي اكتفت بتوقيع هدف التعادل في الدقيقة 90 من قبل مدافعها فرحاني. فريال ضيّع ضربة جزاء في الد 59، وزياية أهدر ما لا يجب أن يُهدر في د65 و85. لكن وعلى كل حال، فإن الفوز ضاع من الفريقين، والنتيجة النهائية لم تخدم كليهما، فالمولودية ضيعت فرصة الانفراد بالريادة حتى وإن أثر فيها طرد مهاجمها سوبيع قبل 10 دقائق عن نهاية اللقاء. والقادم يبدو أنه يحتاج إلى تعامل هادئ ومدروس. أما الشبيبة ففشلت في قطع دابر سلسلة النتائج السلبية التي أثقلت كاهلها، وأحبطت نفسية كل مكوناتها. بالنسبة للتشكيلة وبإقدام الواثق، أقحم المدرب بلعطوي اللاعبين المعتادين على الدفاع عن حظوظ المولودية منذ بداية البطولة الوطنية، فشكّل دفاعا مثاليا مشكّلا في المحور من سباح وبلعباس. أما في خط الوسط فجدّد المدرب الوهراني ثقته في نفس مشكلّيه، حيث استعاد الثنائي فراحي وهريات مكانه طبيعيا، وأدى دوره كما كان منتظرا منه، وساهم رفقة عواد في تحريك آلة المولودية منذ صافرة البداية، وتموين المهاجمين بكرات مواتية ومناسبة، في حين أبقى بلعطوي في خط الهجوم على الثنائي هشام شريف وسوبيع. ولقد أظهر المدرب صواب رأيه، فهذا الثنائي لفت الانتباه مرة أخرى، وبأنه القوة الضاربة في القاطرة الأمامية للمولودية الوهرانية. وأكد المهاجم الشاب سوبيع كل ما قيل عنه من خير، ودخوله أساسيا كان له وقعه الإيجابي على الفريق ككل، وذلك بتسجيله هدفه الثاني الشخصي له ولفريقه، وإقلاقه للدفاع القبائلي على مدار الشوطين. ومن خلال هذا التشكيل والأداء المقدم من طرف المولودية يحق للمدرب بلعطوي التفاخر بأنه يملك فريقا يلعب كرة قدم جميلة وحديثة، وسيكون أقوى لما يرتفع ريتم النجاعة الهجومية. بلعطوي و«الحمراوة» ينتقدون الحكم عاشوري لكن بلعطوي وكامل الحمراوة وقبل الحصول عليها وجّهوا انتقادات لاذعة للحكم عاشوري على ما وصفوه بالإدارة المشكوك فيها لمباراتهم أمام القبائل، واتهموه بأنه حرمهم من التربع على الريادة بتدخلاته غير النزيهة بحسبهم. لا راحة، والانتقال إلى سطيف غدا الثلاثاء لتحضير الخرجة الثانية على التوالي إلى مولودية وهران وملعب سطيف، وكما فعل مسيروها في سفرية تيزي وزو، سينتقل وفد «الحمراوة» يومين قبل موعد المباراة المقررة يوم الخميس. ولأجل ذلك لم يستفد زملاء المدافع سباح من يوم راحة، حيث تدربوا مساء أمس، وستتبعها حصتان اثنتان يوم غد، وواحدة الثلاثاء قبل شدّ الرحال إلى سطيف. والأكيد أن رئيسهم بلحاج أحمد المدعو «بابا»، سيسخّن جيوبهم بمنحة تعادل لقاء تيزي وزو، جريا على عادته في تحفيز لاعبيه قبل أي مواجهة هامة تنتظرهم.