أحصت مصالح الأمن لولاية الجزائر، خلال التسعة أشهر الأولى من العام الجاري، 2784 قضية مخدرات تورط فيها 4238 شخصا مقابل تورط 6518 شخصا خلال العام الماضي. وكشف الرائد دراجي عبد المالك، أن 63 بالمئة من الذين يتعاطون المخدرات بمختلف أشكالها وأنواعها هم شباب تتراوح أعمارهم ما بين 18 و30 عاما من بينهم 1.21 بالمئة إناث و75 بالمئة من المتورطين في هذه القضايا عزاب و57 بالمئة من ذوي المستوى الثقافي المتوسط و33 بالمئة بدون مهنة. وكشف الرائد دراجي عبد المالك، عن هذه الإحصائيات خلال تدخله في إطار «أيام محاربة الآفات الاجتماعية» التي اختتمت فعالياتها أمس، بالمسرح الوطني الجزائري ودامت ثلاثة أيام كاملة. وأعلن خلالها عن وجود فرق أحداث تقوم بعمل دوري عبر مختلف المؤسسات التربوية لمحاربة ظاهرة تنفشي المخدرات في الوسط المدرسي التي بدأت تعرف في الفترة الأخيرة تناميا خطيرا دفعت بالمسؤول الأمني إلى التأكيد أن «الواقع اليوم يستلزم على الجميع تنسيق مستمر للتعرف على حجم الكارثة» التي ألمت بالمجتمع الجزائري. وفي هذا السياق أكدت إطارات من أسلاك الأمن أن ظاهرة تعاطي المخدرات المستفحلة في الأوساط الشبانية والناشئة تستوجب توحيد الجهود والتنسيق من أجل التوعية وإيجاد آليات للتبليغ قصد ردع الشبكات المروجة لهذا السم القاتل.وشدد رئيس فرقة مكافحة المخدرات بأمن ولاية الجزائر، طارق غلاب، على أهمية أن يعي مديرو المؤسسات التربوية والمستشارون التربويون أهمية التبليغ عن حالات استهلاك المخدرات. وأضاف أنه إذا كان التشريع المدرسي يجيز السر المهني إلا أنه في حالات حيازة المخدرات والاعتداء الجنسي وغيرها من الجنح يصبح التبليغ عنها «واجبا» وأن التستر عليها باسم الحفاظ على توازن المؤسسة التربوية يعد في هذه الحالة «تستر على الجريمة». من جانبها قالت ماروك كريمة سليماني، مديرة متوسطة بن شنب بالقصبة العليا، إن الأحياء المعوزة أصبحت مرتعا للمخدرات وأن الطاقم التربوي بحاجة إلى دورات إرشادية على مدار السنة تعلمهم كيفية التعامل مع الأحداث. وتقاربت طروحات المتدخلين من قطاع التربية المشاركين في التظاهرة التحسيسية بعد اعترافهم بعدم معرفتهم كيفية التعامل مع تلاميذ في الأطوار المتوسطة والثانوية الذين يتعاطون المخدرات أو وجود خطر عليهم في المحيط الخارجي للمدرسة. وفي هذا السياق أوضح الملازم أول للشرطة إبعزاتن مولود، المكلف بالإعلام والاتصال بأمن ولاية الجزائر، أن هناك 13 خلية إصغاء وضعت تحت تصرف المواطنين وكذا المؤسسات التربوية وأطقمها تعمل يوميا على متابعة مستجدات ما يحدث في الفضاءات التربوية وما يحيط بها.وقال إن مديرية الأمن الوطني لولاية الجزائر قررت الاستعانة بأساليب جديدة في توعية الجماهير بمخاطر المخدرات وذلك بإدراج المسرح كمنصة مثالية لتمرير الرسالة التحسيسية ولكون الفن الرابع هو فن المباشر والتفاعل الحي. وذكر الملازم الأول أن الأمن الولائي تعود منذ فترة طويلة على تقديم مساعدات لمنتجي السينما والأفلام من سيارات وألبسة نظامية وكذا إعطاء بعض التقنيات للمثلين كإجراءات التوقيف وحمل السلاح وغيرها.