لم يستبعد وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل اللجوء إلى زيادة انتاج منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبيك"، لكنه ربط اتخاذ مثل هذا القرار بوجود طلب حقيقي على كميات إضافية من النفط في السوق العالمية··· وقال الوزير في ندوة صحفية عقدها أمس، على هامش الندوة الدولية الأولى حول الموارد المنجمية، أن "رفع انتاج أوبيك محتمل·· لكنه لن يتم قبل القيام بتحليل معمق لوضع السوق العالمية··· فإذا وجدنا ان هناك طلبا حقيقيا على النفط فسنرفع الإنتاج"، مشيرا الى ان القرار سيتخذ خلال الندوة المقبلة للمنظمة التي ستحتضنها العاصمة الإماراتية أبوظبي الأربعاء المقبل· خليل الذي ذكر بأنه كسب الرهان عندما توقع ان لا تصل اسعار البرميل الى ال100 دولار، إعتبر أن الانخفاض المسجل في الأسعار هذه الأيام مرده اعلان بعض اعضاء المنظمة عن امكانية رفع الانتاج، حيث أثار هذا الإعلان حسب الوزير تخوفات المضاربين الذين مازالوا كما قال يشكلون احدى اسباب ارتفاع سعر النفط اضافة الى الأوضاع الجيو سياسية· وكان وزير النفط الايراني أول من تحدث منذ ايام عن امكانية رفع انتاج المنظمة في اجتماعها القادم، وهو التصريح الذي غذى جدلا عشية انعقاد اجتماع أبوظبي تزامنا مع الانخفاض الذي شهدته اسعار النفط التي نزلت الى مادون ال90 دولارا للبرميل ووصلت الى 88 دولارا في سوق نيويورك وهو أدنى سعر يسجل منذ اكتوبر الماضي· وتمارس كلا من الولاياتالمتحدةالأمريكية والوكالة الدولية للطاقة ضغوطا على الأوبيك لحملها نحو زيادة الانتاج وبالتالي التأثير على منحى الأسعار· وقالت الوكالة مؤخرا أن على أوبيك ضخ حوالي 900 ألف مليون برميل يوميا حتى تصل الى سقف ال32 مليون برميل التي يحتاجها السوق حسب خبراء المنظمة من أجل إحداث التوازن المطلوب· وبدأت منذ اول أمس بوادر الاختلاف في موقف بلدان اوبيك بخصوص الزيادة، ففي حين اكد وزير النفط القطري عبد الله العطية أن مسألة رفع الانتاج لن تطرح في جدول اعمال اجتماع أبوظبي، قال وزير النفط السعودي علي النعيمي، أن الأمور ليست واضحة بعد بشأن هذه المسألة· مشيرا الى ان المنظمة لا تعلم بعد اذا ما كانت سوق النفط بحاجة الى كميات اضافية وهو ما يدفعها كما اضاف الى تقييم أعمق للوضع قبل اتخاذ أي قرار بهذا الشأن وهو ما يعني أن الاجتماع سيتطرق الى هذه المسألة· يذكر أن قمة أوبيك الأخيرة التي احتضنتها العاصمة السعودية الرياض، أجلت البت في مسألة زيادة الانتاج ولم تطرق إليها في بيانها الختامي مفضلة ترك القرار الى الاجتماع الوزاري المرتقب بأبوظبي، لكن كل المعطيات تشير الى ان احتمال إقرار زيادة تبقى ضئيلة·