كما كان منتظرا لم ترضخ بلدان منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبيك" للضغوط الممارسة عليها لاسيما من طرف الولاياتالمتحدةالأمريكية، مقررة إبقاء سقف الإنتاج في مستواه الحالي بدون أي زيادة خلال اجتماع فيينا الاستثنائي المنعقد امس تحت رئاسة شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم الرئيس الحالي للمنظمة· وفي بيان اختتمت به اوبيك هذا الاجتماع الاستثنائي تم التاكيد على ان الدول ال13 العضو في المنظمة اجمعت على وجود كميات كافية من النفط في السوق العالمية تسمح بتلبية الطلب خلال هذا الثلاثي الاول من سنة 2008·وأوضح البيان المنشور في موقع المنظمة الالكتروني انه "بالنظر الى الوضع الراهن وتوقع بطء الاقتصاد العالمي، فان بلدان المنظمة اتفقوا على كون المستوى الحالي للانتاج كافيا ويستجيب للطلب المنتظر خلال الثلاثي الاول من السنة الجارية"· بالمقابل اشار وزراء الطاقة المجتمعون بفيينا الى ضرورة الحذر تجاه التطورات التي يعرفها الاقتصاد، واكدوا ان المنظمة ستدرس مؤشرات واسس السوق العالمية من هنا الى 5 مارس المقبل التاريخ الذي حددته لاجتماعها من جديد من أجل اصدار قرارات اخرى اذا تطلب الامر ذلك· كما شددت المنظمة في بيانها الختامي على استعدادها للقيام بكل ما يجب من اجل الحفاظ على استقرار السوق·وفي الندوة الصحفية التي عقدها رئيس المنظمة شكيب خليل عبر الاخير عن مخاوف المنظمة من الازمة التي تعيشها الولاياتالمتحدةالامريكية وتاثيرها على الاقتصاد العالمي· وقال انه على المديين المتوسط والطويل "يتوقع أن تترك هذه الازمة اثارا على الطلب على الخام" مضيفا "الازمة الحالية في الولاياتالمتحدة والتراجع المحتمل للاقتصاد سيؤديان الى انخفاض في الطلب مستقبلا"· أما بالنسبة للمخزون اشار خليل الى انه حاليا يوجد في نفس المعدل الذي ميز الخمس سنوات الماضية متوقعا ان يرتفع هذا المخزون في الاشهر القادمة· وكان خليل قد توقع عشية انعقاد الندوة بفيينا ان تقرر المنظمة خلال اجتماعها الاستثنائي الابقاء على المستوى الحالي لعرضها من النفط مستبعدا بذلك تخفيضا في الانتاج· واوضح للصحافة ان منظمة الاوبيك قد تعتمد "خيار الابقاء على انتاجها الحالي وانتظار ما سيحدث خلال شهر مارس"· واعترف خليل -الذي تراس اول اجتماع للمنظمة تحت عهدته- بامكانية وجود نقاش خلال هذا الاجتماع "بين خيار الزيادة في الانتاج او الابقاء على مستواه الحالي" الا انه استبعد اجراء تخفيض في الانتاج خلال الوقت الراهن بالنظر الى هشاشة الاقتصاد العالمي· وسجل ان "منظمة الاوبيك قد فعلت ما بوسعها" لمساعدة النمو الاقتصادي العالمي من خلال قرارها بزيادة كمية عرضها من النفط بنصف مليون برميل يوميا اضافية خلال شهر سبتمبر الماضي وهو الشيء الذي لم "يكن له صدى" على الاسعار· وبشان اسعار البترول ذكر ان "منظمة الدول المصدرة للبترول ليست هي التي تحدد سعر البرميل وإنما الأسواق"· كما ذكر بدور منظمة البلدان المنتجة في استقرار السوق حين قال في تصريح صحفي انه "حتى في احرج اللحظات كما كان الحال في الثلاثي الاول لسنة 2003 لما توقفت فينيزويلا مؤقتا عن تزويد السوق، كانت منظمة البلدان المصدرة للبترول موجودة لدعم الطلب مع تقويم مستوى العرض"· كما أكد أوبيك "بذلت أكثر ما بوسعها مقارنة بما طلب منها غير أنها ستسعى لاتخاذ القرار المناسب لتحقيق استقرار السوق"ملاحظا بالمقابل أن البلدان المنتجة غير الأعضاء في منظمة الأوبيك التي تنتج 60 بالمئة من الانتاج العالمي للنفط لم تقم برفع انتاجها رغم وعودها المتكررة ونحن في انتظار ذلك، متسائلا " لماذا اذا يركز الجميع على منظمة الأوبيك التي لا تملك سوى نسبة 40 بالمئة من مجموع الانتاج"· من جهة أخرى أكد خليل أن " بعض الدول تتعرض بالفعل الى ضغوط سياسية ضمنية أو جلية" لكن " لم أسمع أحدا يتحدث عن رفع الانتاج" معتبرا أن " ما بوسع منظمة الأوبيك القيام به هو زيادة الحصص اذا ما تطلب الأمر ذلك"· وبدا وزراء الكارتل الذين لم يدم اجتماعهم الا ساعتين متفقين ومجمعين تماما على القرارات المتخذة ومقتنعين بتحليلهم لمعطيات سوق النفط العالمية، وهو ما عكسته تصريحاتهم لدى خروجهم من الاجتماع، والتي اشارت كلها الى ضرورة الابقاء على الامور كما هي حاليا·