طلب قضاة المحكمة الجنائية الدولية من هيئة الادعاء بنفس المحكمة المزيد من المعلومات حول أمر القبض الذي أصدره المدعي العام بهذه الهيئة القضائية ضد الرئيس السوداني عمر حسن البشير بدعوى ارتكابه جرائم حرب وإبادة جماعية في إقليم دارفور في غرب البلاد. وأمهلت المحكمةأمس ممثلي الادعاء العام بالمحكمة الدولية يوم 17 نوفمبر المقبل لان يقدموا أدلة إثبات إضافية تدعم بعض "الجوانب السرية" في طلب الادعاء بشأن الرئيس السوداني. وكان المدعي العام بالمحكمة الدولية لويس مورينو أوكامبو وجه شهر جويلية الماضي للرئيس السوداني عدة اتهامات من بينها الاشراف على حملة إبادة في إقليم دارفور منذ سنة 2003 أودت بحياة 35 ألف شخص بطريقة مباشرة و100 ألف آخرين بسبب الجوع والمرض. ونفى الرئيس السوداني مرارا مثل هذه الاتهامات وقال إن التهم الموجهة ضده مختلقة ولا أساس لها من الصحة.كما نفى في أن يكون أعطى أوامر بقتل الناس مضيفا أن الشعب السوداني وحده الذي سيقرر من خلال انتخابات العام القادم ما إذا كان حكامه مجرمين أم لا؟. وكان قضاة المحكمة الدولية استمعوا للمدعي العام الأرجنتيني موريس مورينو اوكامبو في جلسة عقدت معه يوم الفاتح من الشهر الجاري بهدف تقديم شروحات إضافية حول اتهاماته في هذه القضية التي تعد من أكبر الملفات وأكثرها تعقيدا التي تطرح على هيئة المحكمة الدولية. وذكرت مصادر دبلوماسية غربية في مجلس الامن الدولي انها لا تتوقع أن تصدر المحكمة أي قرار بشأن أمر القبض على البشير قبل شهر جانفي القادم. وكان الاتحاد الافريقي والجامعة العربية وأطراف أخرى قد دعوا مجلس الأمن الدولي إلى الحيلولة دون توجيه الاتهام إلى البشير لتفادي انهيار عملية السلام الهشة في دارفور.وفي هذا السياق التقى الرئيس البشير بعدد من الوفود المشاركة في "مبادرة أهل السودان" التي انطلقت أشغالها نهار الخميس من بينهم عبد السلام التريكي ممثل ليبيا الذي أكد حرص طرابلس على إحلال السلام في السودان وتأييدها للمبادرة العربية الافريقية المشتركة لحل مشكلة إقليم دارفور. كما أعرب أشرف قاضى الممثل الخاص للأمين العام الاممي فى السودان عن أمله فى أن تتوصل مبادرة أهل السودان لحل أزمة دارفور. ورفضت الحركات المسلحة في هذا الاقليم دعوة الرئيس السوداني للانضمام إلى العملية السلمية . واعتبر خليل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة "ان دعوة الرئيس السودانى عمر البشير للحركات المسلحة في دارفور للانضمام الى العملية السلمية تصب فى خانة العلاقات العامة". وأضاف ابراهيم في بيان اصدره امس "أن مبادرة أهل السودان مصيرها الفشل لعدم مشاركة الحركات المسلحة فيها واصفا اياها بالمهرجان الخطابى. وهو موقف الرفض الذي ابدته حركة تحرير السودان جناح "الوحدة" التي اكدت هي الاخرى ان النتائج التي ستخرج بها مبادرة أهل السودان ستكون صفرية. وقال محجوب حسين المتحدث باسم الحركة ان حركته لن تجلس إلى الطاولة لمناقشة اي عملية تفاوضية إلا تحت رعاية الأممالمتحدة". وأكد أمين عبد القادر الأمين منسق اللجنة التحضيرية لمبادرة أهل السودان أن دعوات الحضور وجهت إلى قادة كل الحركات المسلحة في دارفور للمشاركة. وأضاف أن غياب تلك الحركات عن الحضور غير مبرر وأن المبادرة ستمضي في غاياتها ولن تنتظر احدا. وكان الرئيس السوداني عمر البشير دعا هو الآخر خلال مخاطبته في الجلسة الافتتاحية للمبادرة بالعاصمة الخرطوم الحركات المسلحة إلى الانضمام إلى العملية السلمية في دارفور.