كشفت السيدة عائشة باركي، رئيسة الجمعية الجزائرية لمحو الأمية، عن مشروع لإنجاز مدرسة لمحو الأمية في الجزائر العاصمة، وهي ثمرة مجهودات 10 سنوات من العمل الدؤوب لهذه الجمعية التي ساهمت بشكل كبير في محاربة الأمية بالجزائر، مضيفة أن الخيريين وأصحاب الأموال مدعوون للمساهمة في هذا المشروع الذي تم اختيار أرضيته، في انتظار انطلاق أشغال البناء. كما أن هذه المدرسة ستكون دعما إضافيا تضاف إلى 15 مركزا لمحو الأمية منتشرا عبر الوطن. أكدت السيدة عائشة باركي، على هامش إشرافها على افتتاح اليوم التحسيسي الإعلامي تحت شعار جمعية «اقرأ» في مرافقة المرأة المقاولاتية بدار الثقافة «مالك حداد» في قسنطينة مؤخرا، تحت إشراف والي قسنطينة، أن نسبة الأمية في الجزائر وصلت إلى 12.33 %، وأن جمعية «اقرأ» تسعى إلى البحث عن ما أسمته ببقايا الأمية عبر مختلف الأماكن من أجل تخفيضها أكثر فأكثر. وقالت السيدة عائشة باركي بأن مدارس محو الأمية تضم 4400 قسم عبر الوطن، ساهمت في تكوين 1.8 مليون دارس ودارسة خلال العشر سنوات الفارطة، مضيفة أن الشطر الثاني من برنامج الجمعية سينطلق في مطلع عام 2017، وسيركز على تكوين المرأة وإدماجها في الحياة الاجتماعية وتشجيعها على خلق مؤسسات صغيرة للمساهمة في دفع الاقتصاد الوطني. وبخصوص معلمي محو الأمية الذين يطالبون بالإدماج والبالغ عددهم حوالي 12 ألف معلم ومعلمة، منهم من عمل لفترة 10 سنوات، قالت السيدة عائشة باركي بأن هؤلاء المعلمين تربطهم بالجمعية عقود عمل مؤقتة بشروط محددة، حيث يتقاضون رواتب تقدر ب15 ألف دج شهريا، بناء على العمل المقدم والمقدر ب4 ساعات من العمل أسبوعيا، مؤكدة استحالة إدماجهم لأنهم لا يحوزون على شهادات ولم يتلقوا أي تكوين أكاديمي في مجال التعليم. واعتبرت أنه كان من الأولى فتح المجال أمام العمل التطوعي بشكل أحسن في هذا المجال والاستنجاد بأساتذة التربية والتعليم لتقديم دروس محو الأمية أو العمل مع المتقاعدين، لتضيف أن الجمعية كانت واضحة مع هؤلاء المعلمين وأخبرتهم أنه من يجد عملا قارا فليلتحق به ولا يبني مستقبله على العمل بالعقود المؤقتة مع جمعية «اقرأ». تحدثت رئيسة جمعية «اقرأ» عن مشروع تريد الجمعية العمل عليه، يهدف إلى امتصاص نسبة كبيرة من أصحاب التسرب المدرسي، معتبرة أن هذه الفئة تتسبب في حالة عدم تلقيها الرعاية اللازمة والتكوين في مجال انتشار الآفات الاجتماعية وهي بالتالي تساهم في زيادة العنف داخل المجتمع. وبخصوص اليوم التحسيسي والإعلامي حول المرأة المقاولاتية، أكدت السيدة عائشة باركي على أهمية هذا الموضوع، مضيفة أن جمعية «اقرأ» نالت سنة 2014 جائزة عالمية منحت لها من طرف اليونيسكو، تقديرا لها على مجهوداتها المبذولة في دعم المرأة المقاولاتية، خاصة فيما يخص برنامج محو الأمية وتكوين المرأة من أجل الاندماج في الحياة الاجتماعية منذ حوالي 10 سنوات، وكانت الانطلاقة من ولاية قسنطينة. من جهته، اعتبر والي قسنطينة، السيد كمال عباس، أن هناك مجهودات كبيرة تبذل في سبل تشجيع تكوين المرأة وتسهيل السبل أمامها من أجل ولوج عالم المقاولاتية، مضيفا أن ولاية قسنطينة أحصت إلى غاية عام 2016 وحسب أرقام قدمتها وكالة دعم تشغيل الشباب، ما يناهز 1200 امرأة مقاولاتية في شتى المجالات.