لم تمنعه إعاقته بأن يقف عاجزا وينظر إلى نفسه بحسرة، بل تحدى الواقع وتغلب على إعاقته المتمثلة في فقد البصر.... الكفيف عبد المجيد مقلاتي رئيس النادي الرياضي «أوراس للمكفوفين» لولاية باتنة، رزقه الله الذكاء عوضا عن فقدانه أهم حاسة وهي «النظر»، فجعله متميزاً في نشاطه الرياضي. إضافة للسمعة الطيبة التي يتمتع بها وسط زملائه في العمل على مر أكثر من سنوات موزعة بين تلك التي قضاها في عمله بمؤسسة اقتصادية اشتغل فيها كمقسم هاتفي قبل أن يحال على التقاعد. نموذج تحدى الواقع، انطلق من عاصمة الأوراس وترعرع في الحركة الجمعوية، التقيناه بمناسبة اليوم العالمي للمعاقين حدثنا قائلا: «إن الطموح يكبر معه ويتوق لمستقبل أفضل بعدما اقتصر المسافة ليتبوأ مكانة له في زخم الحركة الجمعوية، عندما كان ينشط كرياضي في جمعية رياضية قبل أن يقودها بثبات. يعتبر محدثنا الأعياد العالمية كالعيد العالمي والوطني للمعاقين، مناسبة كفيلة للتحسيس بضرورة تكثيف البرامج والمبادرات الجادة لإدماج هذه الفئة في المجتمع، تتويجا لجهود الدولة ضمن برامجها من خلال وزارة التضامن الوطني التي خصتها بعنايتها، دون أن ننسى جهود الرابطة الولائية لرياضة المعاقين وذوي العاهات لولاية باتنة، تجتهد في كل مرة لتحسين وضع هذه الفئة، يقول عبد المجيد. ويرى المتحدث بأن المشاكل التي يتخبط فيها كمعاق ستذوب تلقائيا مادامت الإرادة قوية، خصوصا بعد سن القوانين الجديدة التي ستعمل على تذليل العقبات، كونها تحصي المشاكل الاجتماعية التي يعيشها المعاق سواء كان متمدرسا، رياضيا أو بطالا، حيث أدرج إلزامية تغيير الذهنيات والنظرة إلى هذه الشريحة، مضيفا «أن على السلطات الولائية التكفل بهذه الشريحة وتمكينها من أبسط الحقوق التي لخصها في مناصب عمل وسكنات اجتماعية، والتي من شأنها رفع الغبن عنهم». «مقلاتي» اتخذ من الجد والتحدي عنوانا لنشاطه، جسد ذلك بمبادرات عديدة تحسب له في العمل على تغيير ظروف المعاقين بصريا والعمل على إدماجهم في مناصب قال عنها «بأنها متوفرة في المستشفى والعديد من المؤسسات العمومية، منها على وجه الخصوص المقسمات الهاتفية». وفي الجانب الرياضي، ألح على ضرورة توفير هياكل ووسائل لتمكين شريحة المعاقين بصريا بهدف ممارسة الرياضة في أحسن الظروف من خلال مركز يجمع مختلف الإعاقات، مع تأطيرها لتكوين جيل رياضي جديد يحمل المشعل بعدما شرفت فئة المعاقين الولاية والوطن في مختلف المنافسات الدولية. يحظى عبد المجيد باحترام وتقدير في الولاية وخارجها تبعا لنشاطه وتفانيه في العمل طيلة هذه المدة، يدافع عن حقوق المعاقين ويساهم في كل المبادرات لتوفير الأجواء اللازمة لبروزها واندماجها في الحياة الاجتماعية. وفي الآفاق يتطلع محدثنا لإنشاء قطب رياضي يلم شمل المكفوفين، بالتنسيق مع الرابطة الولائية لرياضة المعاقين وذوي العاهات لولاية باتنة كلما قدمت له يد العون والمساعدة، مشيرا إلى «أنه مستعد لتفجير طاقاته، علما أن عبقرية هذا الكفيف تنطوي على خصوصيات ينفرد بها بحس وطني.