هوالكفيف عباس دربالي رئيس الرابطة الولائية لرياضة المعاقين لولاية بسكرة، أنعم عليه الله بالذكاء وعوّضه فقدانه ''حاسة النظر''، فكان متميزا في نشاطه الرياضي والثقافي، إضافة للسمعة الطيبة التي يتمتع بها وسط زملائه في العمل على مرّ 27 سنة موزعة بين السنين التي قضاها بالعديد من المؤسسات التي اشتغل بها كمقسم هاتفي . نموذج تحدى الواقع انطلق من عروس الزيبان وترعرع في الحركة الجمعوية، اِلتقته ''المساء'' ودردشت معه حول مشواره فقال: ''إن الطموح يكبر معي وأتوق لمستقبل أفضل''، اقتصر عباس المسافة ليتبوأ مكانة له في زخم الحركة الجمعوية منذ سنة 1983 عندما كان ينشط كرياضي بالجمعية الرياضية التربوية لمكفوفي بسكرة، تحصل على ألقاب جهوية رياضية ووطنية في اختصاص ألعاب القوى. كما نشط نهائي البطولة الوطنية لكرة الجرس سنتين متتاليتين؛ 1987 /1988 و1988 /1989 قبل أن يترأس هذه الجمعية سنة ,1991 وبعد11 سنة من النشاط، انتُخب رئيسا للرابطة الولائية لرياضة المعاقين ببسكرة. تطرق محدثنا لإبراز الدور الريادي للدولة في التكفل بشريحة المعاقين، وثمّن دور السلطات الولائية، واعتبر تظاهرات العيد العالمي للمعاقين مناسبة كفيلة للتحسيس بضرورة تكثيف البرامج والمبادرات الجادة لإدماج هذه الفئة في المجتمع، تتويجا لجهود الدولة ضمن برامجها من خلال وزارة التضامن الوطني، علما أن رابطته خصت اليوم العالمي للمعاق ببرنامج ثري تضمن إقامة دورة وطنية في كرة السلة على الأرائك المتحركة، ونشاط آخر تتنافس فيه شريحة المعاقين في تنس الطاولة، فضلا عن أبواب مفتوحة على رياضة المعاقين، إلى جانب معرض للصور يبرز نشاط رياضي ولاية بسكرة. وعن مشاكل هذه الفئة، قال محدثنا أنها ستذوب بوجود الإرادة القوية خصوصا بعد سنّ القوانين الجديدة التي ستعمل على تذليل العقبات، وهي تحصي المشاكل الاجتماعية التي يعيشها المعاق سواء كان متمدرسا، رياضيا أو بطالا، بعد إدراج إلزامية تغيير الذهنيات والنظرة إلى هذه الشريحة. ''عباس'' الذي اتخذ من الجد والتحدي عنوانا لنشاطه، جسد ذلك بمبادرات منها مهرجان الزيبان الذي نظم على شكل دورة في بداياته سنة ,2002 بمشاركة أربع فرق في اختصاص كرة السلة على الأرائك المتحركة، ليوسع فيما بعد إلى اختصاصين بعد إضافة كرة الجرس سنة .2006 وخلال سنة 2007 وبمساعدة والي ولاية بسكرة السابق، ساعد على توسع المهرجان لإقامة 04 اختصاصات بعد إضافة كرة القدم وألعاب القوى ليصبح المهرجان مع سنة 2009 تقليدا بعدما توسعت الاختصاصات الرياضية إلى 06 اختصاصات، بإضافة تنس الطاولة والسباحة، وهي السنة التي توجت برفع توصيات للاتحادية الجزائرية لرياضة المعاقين لتنظيم تظاهرة المهرجان الخاص بالفئة العمرية أقل من 20 سنة، باستثناء كرتي السلة والجرس أقل من 23 سنة، حيث ثمنت الوزارة الوصية هذا المجهود ودعمت طبعة المهرجان بغلاف مالي، حرصا منها على تطوير رياضة المعاقين وصقل المواهب الشابة لدى هذه الشريحة. يحظى'' عباس'' باحترام وتقدير بالولاية وخارجها، تبعا لنشاطه وتفانيه في العمل، كونه يدافع عن حقوق المعاقين ويشارك في كل المبادرات لتوفير الأجواء اللازمة لبروزها واندماجها في الحياة الاجتماعية. ولأن ''عباس'' فطم من لبن الحركة الجمعوية وترعرع في كنف فرقة الجيل الصاعد لبسكرة لميولاته للشعر، الغناء والتمثيل، شارك في العديد من التظاهرات الثقافية، حيث تحصل سنة 1988 على جائزة أحسن مطرب شعبي في المهرجان الوطني الثاني للأغنية البدوية بورقلة. كما شارك بعنابة سنة 1989 في المهرجان الوطني الخامس للباس التقليدي والفنون الشعبية، والمهرجان الدولي الخامس عشر بقرطاج في ذات السنة، لينقطع عن النشاط الثقافي إلى غاية سنة ،2010 ليسند له دور في ملحمة الأحد السود بمدينة بسكرة. كما شارك خلال السنة الجارية خلال شهر رمضان المنقضي، في السلسلة الفكاهية ''حيدو- ميدو''، حيث أُسند له في هذه السلسلة دور الشاعر. وفي آفاقه المستبقبلية، يتطلع محدثنا لإنشاء جمعية ثقافية تعنى بتنشيط الحياة الثقافية متى قدمت له يد العون.