تحادث وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، أمس، بالجزائر العاصمة، مع رئيس المجلس الأعلى للدولة بليبيا، عبد الرحمان السويحلي، الذي يزور الجزائر. ويندرج هذا اللقاء في إطار " الجهود التي تبذلها الجزائر من أجل تنفيذ المسار السياسي لتسوية الأزمة في ليبيا. كما تمحور أيضا حول التطورات الأخيرة للوضع بهذا البلد" حسب بيان لوزارة الشؤون الخارجية. السيد مساهل ذكر ب«الموقف الذي لطالما دافعت عنه الجزائر لدى جميع الأطراف الليبية من أجل التوصل إلى حل سياسي للنزاع يقوم على الاختيار الحر لليبيين في انتهاج طريق الحوار الشامل والمصالحة الوطنية بكل سيادة ودون أي تدخل أجنبي". مضيفا بأن "هذه التسوية تشكّل البديل لتسوية الأزمة في ليبيا الذي من شأنه أن يحافظ على الوحدة والسلامة الترابية للبلد وسيادته الوطنية وانسجامه الاجتماعي" يضيف ذات المصدر. أما السيد عبد الرحمان السويحلي، فأشاد ب«الدور الذي لعبته الجزائر وإسهامها الفعّال بقيادة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بهدف مرافقة الأطراف الليبية على درب الحوار والمصالحة الوطنية من أجل استعادة السّلم والأمن والاستقرار" حسب البيان. رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، كان آخر الشخصيات التي استقبلتها الجزائر بعد زيارة قائد الجيش المارشال خليفة حفتر، يوم 21 ديسمبر الماضي، وقبله رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، بعد اتصالات حثيثة قادتها الجزائر من أجل إعادة الثقة المفقودة بين كل الأطراف الليبية المعنية بحل الأزمة. الجزائر التي أعلنت في عدة مناسبات عن استعدادها لمرافقة الليبيين للوصول إلى المصالحة المنشودة في إطار منظمة الأممالمتحدة، أكدت عدم ترددها في استغلال كافة الأدوات والأطر الملائمة من أجل التوصل إلى حل نهائي للأزمة الليبية، مع دعم المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق التي تحظى بشرعية المجتمع الدولي. ظهر ذلك في تصريح وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي السيد رمطان لعمامرة، الذي أبرز أهمية تسريع وتيرة الجهود الدبلوماسية لترسيم الوفاق بين الفرقاء الليبيين عبر آلية دول الجوار والاتحاد الإفريقي وجمع مختلف الأطراف في طرابلس وطبرق، وإقناعهم بالوفاق تحت سلطة واحدة، تمهيدا لاجتياز مرحلة انتقالية تمكّن من إجراء انتخابات جديدة. وكانت بلادنا الدولة الوحيدة التي دعت في بدايات الأزمة في هذا البلد سنة 2011 إلى أهمية الرجوع إلى بعض الاتفاقات التاريخية بين الليبيين أنفسهم، ثم العمل على فترة انتقالية شاملة وديمقراطية تفضي إلى مصالحة وطنية ومؤسسات جديدة تجمع جميع الليبيين بشكل ديمقراطي، غير أن ذلك لم يتحقق بسبب تدخلات بعض الدول التي كانت لديها أجندات مختلفة عن هذا المسار. الإبراهيمي قد يكون ضمن لجنة رؤساء دول الاتحاد الإفريقي إلى ليبيا الجزائر التي تعتمد في مساعيها لإيجاد حل للأزمة الليبية بناء على التطورات السياسية، وقبول الفرقاء للجلوس إلى طاولة الحوار تراهن على دور الاتحاد الإفريقي من أجل إيفاد اللجنة العليا لرؤساء الدول حول ليبيا، التي بادر بها الاتحاد الإفريقي إلى طرابلس وطبرق من أجل عقد اجتماع للمصالحة. ولم تستبعد أوساط ليبية أن يكون من ضمن اللجنة التي تأسست عام 2011 الدبلوماسي الجزائري المخضرم الأخضر الإبراهيمي، الذي يشغل حاليا عضوية لجنة العقلاء داخل الاتحاد الإفريقي، وسبق أن أشرف على ملفات ثقيلة عندما كان يعمل في هيئة الأممالمتحدة.