أعلن وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري السيد شلغوم عبد السلام أمس، من حاسي مسعود أن عملية الدعم المقترحة من طرف الحكومة لإنتاج القمح الصلب سيتم خفضها مستقبلا، على أن يتم توجيه المستثمرين الخواص لإنتاج المنتجات الزراعية واسعة الاستهلاك لتقليص فاتورة الاستيراد. لدى تفقد المحيطات الفلاحية بكل من منطقة الحيران، قاسي الطويل وفايجة البقال التي تمتد على مساحة 26 هكتارا واستفاد منها 87 مستثمرا، أغلبهم من الولايات الشمالية، دعا شلغوم إلى السهر على التوزيع العادل للأراضي الفلاحية والحرص على إطلاق كل المشاريع، خاصة أنه منذ الاستفادة من هذه الأراضي سنة 2015 لم يتم إطلاق الأشغال إلا من طرف 32 مستفيدا، قائلا: «من لديه مشاكل تقنية أو مالية نحن هنا لمساعدته، ومن هو في مرحلة تربص للتكوين في إحدى مهن الزراعة سننتظره لكن من يتربص بالدولة بغرض الظفر بمساحات فلاحية قد يستغلها في نشاطات أخرى سنفسخ العقود معه ونعيد تسليم الأراضي لمن يخدمها. على صعيد آخر، حرص الوزير على ضرورة تشجيع المستثمرين بهذه المناطق الفلاحية الأولى من نوعها في مدينة حاسي مسعود، لإطلاق مشاريع فلاحية مدمجة مع تعميم عملية غرس أشجار الزيتون والنخيل وتطوير كل ما له علاقة بالصناعات التحويلية الغذائية، وهو ما من شأنه تحويل المنطقة من مصدر للثورات الباطنية على غرار البترول والغاز إلى خزّان الشمال بالنسبة للقمح والأعلاف. ردا على تساؤلات الفلاحين بخصوص إمكانية رفع الدعم لإنتاج القمح اللين تماشيا وتطلعات الوزارة، قال الوزير إن «الدعم الفلاحي لن يعرف ارتفاعا ولن يتم توقيفه في هذه الفترة، مشيرا إلى أن الفلاحين مطالبون اليوم بإثبات قدراتهم، ولا يمكن للدولة المواصلة في دعم الفلاح ما لم نسجل نتائج إيجابية تسمح لنا بتخفيض فاتورة استيراد القمح اللين ومسحوق الحليب». ولدى تفقد مستثمرة فلاحية مختصة في إنتاج أعلاف المواشي من نوع «صفصفى» المعروفة عند الفلاحين باسم «لازرنة»، طالب شلغوم بتعميم التجربة على باقي المحيطات الفلاحية للرفع من قدرات إنتاج الأعلاف وتغطية العجز المسجل في مادة الشعير، من منطلق أن هذه الأعلاف التي تم جلب بذورها من الأرجنتين أعطت نتائج إيجابية بالنسبة للأبقار الحلوب والأغنام، مؤكدا أن دعم الدولة للموالين لاقتناء مثل هذه الأعلاف محدد بنسبة 30 ٪، من منطلق أن تكاليف الإنتاج تبقى مرتفعة بالنظر إلى العتاد الجديد المقتنى لحصد وجمع الأعلاف بطريقة تسمح بتخزينها لفترة طويلة خاصة في المناطق الجبلية. وقصد حل إشكالية توزيع منتوج الشعير بولاية ورقلة، أعلن الوزير عن اتصاله مع مصالح الديوان المهني للحبوب لتموين التعاونيات بالكميات المطلوبة، داعيا المربين إلى المساهمة في كشف أسماء المربين المزيفين بغرض تخصيص المنتوج للمربين الحقيقيين.