يعطي وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد رشيد بن عيسى، اليوم، إشارة انطلاق أول عملية حصاد ل 100 هكتار من حبوب الذرة بولاية غرداية، وبالمناسبة سيجتمع الوزير مع فلاحين من 11 ولاية بغرض تشجيعهم على مثل هذا الإنتاج بما يسمح بتوفير أعلاف الماشية وتطوير إنتاج الحليب واللحوم الحمراء، علما أن وزارة الفلاحة دعت منذ بداية الموسم الفلاحي الجاري الغرف الفلاحية إلى التوجه نحو إنتاج الذرة لتخفيض فاتورة الاستيراد ورفع الإنتاج الوطني وهو ما سمح بتخصيص هذه السنة، ولأول مرة، مساحة 600 هكتار لغرس الذرة، الحبوب والأعلاف على أن تتضاعف المساحة الموسم الفلاحي المقبل. وقصد الرفع من طاقات إنتاج الحليب الطازج وتخفيض فاتورة استيراد مسحوق الحليب التي ارتفعت إلى سقف 800 مليون دولار سنة 2010 بادرت وزارة الفلاحة منذ بداية الموسم الفلاحي الفارط إلى تسطير إستراتيجية جديدة تقضي بتجربة زراعة ذرة الحبوب والأعلاف بالجزائر لتوفير غذاء الأنعام وتشجيع الموالين على تطوير وسائل الإنتاج والمردود، وفي هذا الإطار، خصصت المصالح الفلاحية مساحة 600 هكتار لزراعة الذرة كتجربة أولى قبل تعميمها السنوات المقبلة على باقي المستثمرات الفلاحية. وبغرض تشجيع الفلاحين على الاستثمار في مجال زراعة الذرة سيجتمع وزير الفلاحة والتنمية الريفية، اليوم، بعد إعطاء إشارة انطلاق عملية الحصاد الأولى من نوعها للذرة بمستثمرة حاسي غانم مع 150 فلاحا من 11 ولاية وهي غرداية، تامنراست، أدرار، البيض، الأغواط، ورقلة، الجلفة، سطيف، مسيلة، تيارت وسيدي بعباس لشرح منافع التجربة والتحفيزات التي يستفيد مكنها الفلاحون الراغبون في إنتاج الذرة وهي التي لا تختلف عن التحفيزات المخصصة لإنتاج القمح والشعير، حيث سيرافق قرض ''الرفيق'' الفلاحين مستقبلا، وتهدف وزارة الفلاحة من التجربة الجديدة توفير طلبات السوق الوطنية والتوجه نحو الصناعات التحويلية مستقبلا. وحسب بيان للوزارة فالاستراتيجية المستقبلية للقطاع التي ترفع رهان توفير الأمن الغذائي ستعمل على عصرنة القطاع بالدرجة الأولى من خلال تطوير عمل الفروع والشعب وإشراك كل المهنيين في اتخاذ القرارات، علما أن اللجوء إلى الإنتاج المحلي للذرة سبقته العديد من التجارب الفردية وأبحاث على مستوى المزارع النموذجية لاختيار البذور التي تتأقلم مع المتغيرات المناخية، كما أن مخبر البحث الزراعي الذي سيستفيد منه القطاع في إطار الشراكة مع كوريا الجنوبية سيسمح مستقبلا بانتقاء البذور وتحسينها لضمان توفير المردودية والنوعية في الإنتاج. وتتوقع الوزارة خلال منتصف الشهر الجاري حصاد 200 هكتار من الذرة بولاية أدرار على أن تتواصل العملية بولاية وهران في محطة أخيرة ب300 هكتار، وبغرض شرح التجربة تمت دعوة ممثلي الغرف الفلاحية ل48 ولاية لحضور عمليات الحصاد للوقوف على نوعية التجهيزات المطلوبة ونوعية المنتوج الذي سيتكفل به الديوان الوطني للحبوب والقمح، حيث سيقوم مستقبلا بشراء المنتوج من الفلاحين مدعما ليقوم بتخزينه وتوزيعه على الموالين والمحولين. وتشير أرقام الوزارة إلى ارتفاع عدد رؤوس الأغنام سنة 2010 إلى 87,22 رأسا بعد أن كانت 9,18 مليون رأس سنة 2005 وهو ما يعني اهتمام الموالين بتربية الماشية والعودة القوية إلى حماية السلالة الجزائرية، وهو ما سمح بتسجيل انخفاض طفيف في استيراد اللحم الغنمي المجمد بعد ارتفاع الإنتاج إلى 2,4 مليون قنطار، بالإضافة إلى ارتفاع عدد البلديات المنتجة إلى 1489 عبر التراب الوطني، أما بالنسبة لإنتاج الحليب فقد سجل ارتفاعا في عدد الأبقار المستوردة من ألفي رأس سنة 2008 إلى أكثر من 60 ألف رأس بين 2009 و,2010 بالمقابل سجل خلال الثلاثة فصول الأولى من الموسم الفلاحي الحالي ارتفاع إنتاج الحليب إلى 92,2 مليار لتر منها 510 ملايين لتر من الحليب الطازج المنتج من حليب الأبقار 100 بالمائة، وعليه تطمح الوزارة إلى توفير كل الظروف الكفيلة بتطوير شعب الحليب واللحوم الحمراء من خلال توفير أغذية الأنعام بالكميات المطلوبة لتخفيض تكاليف الإنتاج.