قال وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، أمس، أن الحكومة صادقت منذ أسابيع قليلة على نص يحدد خارطة جديدة لاستغلال الطاقة الشمسية وذلك في رده على سؤال حول مشروع «ديزرتيك» المجمد حاليا مع الشريك الألماني، على هامش انعقاد اللجنة المشتركة الجزائرية الألمانية. الوزير أوضح أن الجزائر تعتزم إطلاق مناقصة وطنية ودولية لإنتاج 4.000 ميغاواط من الكهرباء بالطاقة الشمسية وفق دفتر شروط جديد، مشيرا إلى أن المؤسسات الألمانية بإمكانها المشاركة في هذه المناقصة وفق النظرة الجديدة التي تنص على أن يكون التصنيع في الجزائر. للإشارة كانت الجزائر قد وقّعت مع ألمانيا على إعلان نوايا مشترك حول شراكة ألمانية جزائرية في مجال الطاقة خاصة الطاقات المتجددة، يرتكز على عدة نقاط أهمها تنويع مزيج الطاقة والتوسع في استخدام الطاقات المتجددة خاصة الشمسية وطاقة الرياح، على غرار إبراز أهمية كفاءة استخدام الطاقة مستقبلا والدور الذي تلعبه في تغطية الطلب المحلي على الكهرباء، بالنظر إلى التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم اليوم. وتراهن ألمانيا في هذا الإطار على تصدير خبراتها في تطبيق تحول استخدام الطاقة وخبرة الشركات الألمانية. للإشارة فإن المشروع أطلق من ميونيخ في 13 جويلية 2009، على أيدي نواة تضم 12 شركة وبنكا ألمانيا توسعت فيما بعد إلى 18 هيئة وشركة وبنكا، من بينها شركة سيفيتال. محللون أرجعوا العراقيل التي عطلت إنجاز هذا المشروع الذي يضم نحو 20 شركة عالمية إلى أسباب فنية تتعلق بالتكلفة الباهظة للمشروع، حيث تقدر تكلفة إنجازه ب560 مليار دولار، أي ما يوازي 400 مليار أورو، إلى جانب أنه يحوي تكنولوجيا جد متطورة تتمثل في استخدام محركات ذات جودة عالية. كما تمت الإشارة إلى أن الانطلاق الفعلي في تجسيد هذا المشروع يبقى مرهونا بمدى قدرة الطرف الأوروبي على تمكين الجزائر من حيازة هذه التكنولوجيا، في الوقت الذي لا تمتلك حاليا على مزايا تنافسية في مجال الطاقات المتجددة. أهل القطاع يرون أن تنفيذ «ديزرتيك» يتطلب قرابة 40 سنة أي بحلول 2050 نظرا للتكنولوجيا العالية التي يجب على الجزائر أن تتمكن من حيازتها، وكذا نجاح التفاوض مع أوروبا على قاعدة تقاسم المنافع للانخراط في مسعى الشراكة على أساس تحقيق الأمن الطاقوي بين ضفّتي المتوسط في مجال الطاقة البديلة.