شدت مجموعة اللوحات التي عرضها الفنان عاشور تمانى تحت عنوان "صور من الذاكرة" بمناسبة المهرجان الثقافي المحلى للفنون والثقافات الشعبية لولاية بومرداس بعنابة طيلة أيام التظاهرة التي اختتمت أول أمس الأحد، الجمهور العنابي وهواة الفنون التشكيلية بشكل ملحوظ، حيث نظر إليها الكثيرون كقطعة من الموروث الثقافي الذي تشترك فيه الذاكرة الجماعية. "صور من الذاكرة" هي مجموعة لوحات تعكس مظاهر الحياة اليومية للعائلة الجزائرية بمنطقة القبائل الكبرى، أراد من خلالها الفنان عاشور تماني تخليد لحظات للفرح والسعادة وأخرى للحزن والتعب والدفء العائلي عاشها ولاحظها الفنان وهو طفلا فسكنت ذاكرته لتتفجر عبر أنامله ويجسدها في لوحات فنية تكاد تكون حية بألوان وبذور طبيعية ومتناسقة تعكس غيرة ووفاء الفنان لتقاليد المنطقة. واعتبر هذا الفنان إبن تيزى وزو والمقيم حاليا ببومرداس بكل بساطة وتواضع بأن الموعد مع لوحاته كان من صنع الصدفة، حيث وبعد أن لازم الفراش بسبب كسر أصاب رجله انشغل وهو في الأربعين من العمر بملء وقت فراغه فاستعمل حبيبات التوابل وبذور الأعشاب ليجسد صورا لحيثيات الحياة اليومية بالريف طالما سكنت ذاكرته لتكون بداية رحلته الفنية التي أنجبت إلى غاية اليوم أكثر من 40 لوحة. وتعكس لوحات هذا الفنان صورا عن إحياء حفلات الزفاف وختان الأطفال وسط العرس التقليدي، إلى جانب أشغال يدوية وحرفية خاصة بسكان المنطقة كجني الزيتون ونسج الحايك والبرنوس القبائلي ومشاهد عن الريف ونشاطات الرعي والحصاد والدرس. ويروى الفنان عاشور تماني الذي لم يسبق له أن عرض أحد لوحاته للبيع بأنه استغرق أكثر من أسبوعين في إنجاز أصغر لوحاته حجما وأكثر من 4 أشهر لإنجاز أكبرها حجما والتي يتعدى طولها 4ر1 متر. ويستعمل هذا الفنان أكثر من 40 نوعا من البذور الطبيعية التي يجمعها عبر الحقول ليصنع بواسطتها لوحات فنية ويعتبرها إسهاما شخصيا منه للمحافظة على الثقافات والفنون الشعبية وتثمينها.