قال الباحث والمؤرخ الطيب بن ابراهيم أن التنصير في الجزائر وجد قبل، أثناء وبعد الاستعمار الفرنسي فهو موضوع قديم وحديث الساعة في آن واحد، كما أنه يتلون بلون العصر الذي يعشش فيه. قدم الباحث الطيب بن ابراهيم، أول أمس بالمجس الاسلامي الأعلى، محاضرة بعنوان "لويس ماسينيون ومشروع دي فوكو التنصيري بمدينة الأبيض سيدي الشيخ"، فتناول نشأة جمعية »إخوة اليسوع الصغار« سنة 1933 في مدينة الأبيض سيدي الشيخ الواقعة جنوب غرب جبال الأطلس، والأساليب التي اتبعها مؤسسوها بهدف تنصير سكان المنطقة، وفي مقدمتهم روني فوايوم الذي تعلم في المدارس التنصيرية وتلقى تكوينا في روما مقر البابوية ومن ثم تعلم اللغة العربية في تونس. وأضاف المحاضر أن اعضاء الجمعية الستة كانوا لا يتحركون إلا بقرار من المستشرق العالمي والجاسوس الفرنسي لويس ماسينيون الذي كان بدوره متأثرا بصفة كبيرة بشارل دي فوكو الذي كان من أشد المتحمسين والرائدين في تنصير المسلمين ومن بينهم الجزائريين. ومن بين الأساليب المتبعة من طرف أول جمعية في العالم تابعة لفوكو تقديم المعونة الى سكان المنطقة (البدو والقرويين) في زمن للمجاعات والفقر، توفير خدمات جديدة في عيشهم اليومي. ويبقى استعمال الجمعية للأذان باللغة العربية وبتعابير قريبة من تعابير الأذان في الاسلام وكان يرفع ست مرات في اليوم من الكنيسة التي انتهى بناؤها سنة 1934 في البرج القديم الواقع في تلة مطلة على ضريح سيدي الشيخ، خطوة جريئة، لقيت احتجاجا كبيرا من سكان المنطقة مما أدى الى توقيفه من طرف قائد المقاطعة العسكرية مونسيرات. وذكر المحاضر قدرة رئيس جمعية »إخوة اليسوع الصغار« على إستعمال اللغة العربية قراءة وكتابة، كما كان يرتل القرآن ومع ذلك استعان بتونسي يدعى حسان في الأذان وتقديم المدائح المتعلقة بالديانة المسيحية ولكن بطريقة تقديم عربية، حتى يتم جذب السكان أكثر فأكثر متبعا في ذلك ارشادات وأوامر المستشرق ماسينيون الذي طلب من أعضاء الجميعة توفير كل الظروف لتنصير سكان مدينة الأبيض سيدي الشيخ.