يعاني سكان قرى بلدية تالة إيفاسن، الواقعة بأقصى المنطقة الشمالية الغربية لولاية سطيف، من نقص فادح في الهياكل والمنشآت الصحية، مما انعكس سلبا على يوميات سكان هذه المنطقة المعروفة بتضاريسها الوعرة، حيث يضطر العديد منهم إلى قطع مسافات طويلة تجاه المناطق المجاورة لتلقي العلاج، في ظل انعدام مركز صحي أو عيادة متعددة الخدمات تضمن التغطية الصحية لسكان هذه البلدية. تتواصل معاناة سكان قرى ومداشر بلدية تالة إيفاسن مع العلاج، حيث لا يزال غالبية السكان يجبرون على التنقل إلى المناطق المجاورة لتلقي حقنة دواء، في انتظار التفاتة من السلطات المحلية والقائمين على قطاع الصحة على مستوى الولاية، لتجسيد المشروع الحلم المتمثل في إنجاز عيادة متعددة الخدمات، وهو المروع الذي استفادت منه المنطقة منذ سنوات واستبشر به السكان خيرا في بداية الأمر، لكنه سرعان ما تحول إلى مجرد وعود وحبر على ورق، حيث بقي حبيس الأدراج ينتظر من ينفض عنه الغبار، باتخاذ قرار صارم لتجسيده على أرض الواقع، بالتالي وضع حد لمعانات طال أمدها. وحسب مصادر "المساء"، فإن مشروع العيادة متعددة الخدمات، تم تسجيله مع مطلع سنة 2013، واختيار الأرضية بقرية أولاد عامر بتيزي نبراهم، فوق مساحة إجمالية تزيد عن نصف هكتار، قدرت الدراسات التقنية قيمة المشروع بحوالي 11 مليار سنتيم، غير أن ذلك لم يكن كافيا لإنجاز عيادة بهذا النوع، مما أجبر المسؤولين على إعادة النظر في المشروع، بإجراء دراسة تقنية ثانية من الناحية المالية وإرسال الملف إلى المصالح المعنية بوزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، حيث تمت إضافة مبلغ ثان قدر بمليارين و600 مليون سنتيم، وتم قبوله من قبل الجهات المعنية، حسب مراسلة لوزارة المالية وجهت نسخة منها لمصالح البلدية، تفيد بتخصيص مبلغ 13 مليار و600 مليون سنتيم لإنجاز هذه العيادة، في انتظار الموافقة النهائية، ومباشرة الإجراءات القانونية اللازمة والانطلاق في الأشغال بتصاميم عمرانية حديثة تتماشى وعصرنة قطاع الصحة، لإنجاز عيادة ظلت لسنوات طويلة عبارة عن حلم يراود أزيد من 26 ألف نسمة من سكان البلدية الذين لا يزالون يفتقرون للخدمات الصحية، حيث يستفيد أكثر من 13 ألف نسمة من سكان مركز البلدية من الخدمات الصحية المحدودة من قاعة علاج عبارة عن بناية قديمة لا تفي بحاجيات السكان، فيما يستفيد باقي السكان من خدمات موزعة عبر ثلاث قاعات علاج بقرى البلدية لا توفر إلا الإسعافات الأولية والمعاينة الطبية، فيما يتم تحويل باقي المرضى الذين يستعصى علاجهم بقاعات العلاج إلى العيادات الطبية للبلديات المجاورة أو مستشفى بوقاعة، في انتظار تجسيد المشروع الذي طالما كان حلم سكان قرى ومداشر تالة إيفاس، الذي من شأنه تحسين الخدمة الصحية وتطويرها وفق المتطلبات.