ذكرت الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية فديريكا موغيريني بموقف الاتحاد الداعم لسياسة الحوار لإحلال السلم والاستقرار وتسوية النزاعات والأزمات الدولية والجهوية بطرق سلمية بالبحث عن أرضيات توافق وتشاور مع شركائه، مجددة موقف الاتحاد الثابت اتجاه القضية الصحراوية والمشجع لدور الأمين العام للأمم المتحدة لإيجاد حل أممي للنزاع الصحراوي المغربي. أفادت السيدة موغريني خلال محاضرة بجامعة الجزائر 3 ببن عكنون أمس، أن موقف الاتحاد الأوروبي «ثابت ولن يتغير» تجاه قضية الصحراء الغربية، مؤكدة أنه مقتنع أن حل النزاع لا يكون إلا في إطار أممي عن طريق تطبيق الشرعية الدولية وقرارات الأممالمتحدة. وهو السياق الذي أضافت من خلاله السيدة موغريني أن الاتحاد الأوروبي يشجع دور الأمين العام للأمم المتحدة وكل الجهات التي تتعامل معه لبحث حل للصراع الصحراوي المغربي. كما أكدت المتحدثة التي قامت بزيارة دامت يومين إلى الجزائر أن الاتحاد الأوروبي يمنح الأولوية للحوار في بحث كل الملفات التي تتعلق بتسوية النزاعات كالأزمة السورية، الليبية والأوكرانية والقضية الفلسطينية وقضية إحلال السلام في الشرق الأوسط. وفي ردها على سؤال تعلق بالعلاقات السياسية والدبلوماسية بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، أشارت السيدة موغريني إلى أن الهيئة التي تمثلها تجمعها علاقات لتطوير التعاون الاستراتيجي مع روسيا التي يعمل معها الاتحاد الأوروبي وينسق الجهود حول عدة ملفات دولية وجهوية لإيجاد حلول فعّالة لعدة قضايا بما فيها النزاعات التي تعيشها حاليا عدة دول. وخلال هذه الزيارة التي قامت بها إلى الجزائر، استقبلت السيدة موغريني أمس من طرف الوزير الأول عبد المالك سلال، وسمح هذا اللقاء بتقييم العلاقات بين الجزائر والهيئة الأوروبية، إضافة إلى دراسة التوصيات المنبثقة عن الاجتماع الأخير المنعقد في 13 مارس الفارط ببروكسيل والدورة العاشرة لمجلس الشراكة من أجل تعميق الحوار السياسي والشراكة الإستراتيجية وسياسة الحوار الأوروبية. كما تناولت المحادثات المسائل المتعلقة بالأولويات المحددة بالشراكة لآفاق 2020 مع التأكيد على البعد الإنساني الذي يجب تغليبه في اتخاذ القرارات. وفي هذا السياق، اتفق الطرفان على تعزيز العلاقات خاصة عشية انعقاد الدورة الثانية للحوار الرفيع المستوى في المجال الإستراتيجي الطاقوي. كما استقبلت الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي من طرف وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، وتوسع هذا اللقاء الذي جرى بمقر وزارة الشؤون الخارجية ليشمل أعضاء الوفدين. كما استقبلت ممثلة الاتحاد الأوروبي أيضا من طرف وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، وسمحت كل هذه اللقاءات بتبادل الحديث حوليسبل تعزيز التعاون. وكانت ممثلة الاتحاد الأوروبي قد أعربت عن ارتياحها لمستوى الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة، مؤكدة أن زيارتها إلى الجزائر تهدف إلى تكثيف وتعميق الشراكة والعلاقة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي في بعض المجالات. وتعد هذه الزيارة الثانية من نوعها التي تقوم بها السيدة موغرييني إلى الجزائر بعد زيارة سبتمبر 2015 وهي تدل على رغبة الجزائر والاتحاد الأوروبي في تعزيز حوارهما السياسي على أعلى مستوى في سياق تفعيل علاقات التعاون والشراكة.