المراقبون الأوروبيون يتابعون المسار الانتخابي أفاد وزير الدولة والشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، أن الجزائر والاتحاد الأوروبي على أبواب انطلاقة جديدة بفضل ما تم إنجازه طيلة 18 شهر الماضية، فيما أكدت الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، ونائب رئيس المفوضية الأوروبية فديريكا موغيريني أن الاتحاد الأوروبي أوفد مراقبين يتواجدون حاليا بالجزائر، يتابعون المسار الانتخابي إلى غاية الاقتراع المقرر في الرابع ماي المقبل، مؤكدة ترحيب الهيئة بدعوة الجزائر. أشاد لعمامرة في ندوة صحفية مشتركة، في أعقاب استقبال موغيريني أمس بوزارة الخارجية، بالجهود المبذولة من طرف الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، ونائب رئيس المفوضية الأوروبية فديريكا موغيريني، وأفراد طاقمها منذ زيارتها الأولى إلى الجزائر في سبتمبر 2015 ، زيارة كانت في غاية الأهمية وفق ما أكد «بالنسبة لإطلاق التقييم المشترك للشراكة الجزائرية الأوروبية، ولإنجاز عدد من المهام الأساسية قصد التأكد من أن الشراكة بين الطرفين، تسير وفقا للروح التي كانت تسود خلال المفاوضات، وعند إبرام اتفاق الشراكة من الجانبين». وقال وزير الدولة لعمامرة في السياق «نستطيع القول الآن، أننا على أبواب انطلاقة جديدة بفضل ما تم إنجازه سويا أثناء الدورة العاشرة لمجلس الشراكة المنعقدة في 18 مارس المنصرم»، لافتا إلى أن «الزيارة أتاحت الفرصة لمناقشة عدد من الملفات الأساسية في شراكتنا بعمق»، كما تم استعراض «عدد من القضايا الإقليمية والدولية، التي من شأنها أن ينتج التعاون الجزائري الأوروبي بشأنها نتائج إيجابية، كإسهام منا لدفع عجلة السلم والأمن على الصعيد الدولي»، وبالمناسبة هنأها بمناسبة الذكرى الستين لمعاهدة روما». وأشار لعمامرة، إلى التطرق إلى القضايا المتعلقة بمكافحة الإرهاب، منددا بشدة بالمناسبة بالعملية الإرهابية التي استهدفت الكنائس بمصر الشقيقة، وأكدا مشاطرة الحزن الذي عايشته مصر جراء العملية الإرهابية. مساهمة أوروبا في السهر على توازن العلاقة الاقتصادية ضرورة وفي معرض رده على سؤال يخص التعاون الطاقوي، أشار لعمامرة إلى زيارة وزير الطاقة نور الدين بوطرفة إلى بروكسل غدا، لافتا إلى أن التعاون في المجال يمثل، القيمة المضافة للمبادلات تكمن في عنصر الطاقة إذا ضمنت الجزائر تمويل أوروبا في ظروف عادية، ودون توقف طيلة 4 عقود، مؤكدا أن الجزائر تنتظر من الشريك الأوروبي أن يقدر هذه الظروف لاستمرارية الشراكة على مستويات عالية من الثقة المتبادلة، وكذا باستثمارات أوروبية في نفس المستوى، ليس فقط في ميدان الطاقة، وأن يقابل مساهمة الجزائر في الرفاه الأوروبي، بمساهمة أوروبا في السهر على توازن العلاقة الاقتصادية، بين الجانبين، عناصر درست من المنظور الاستراتيجي. من جهتها، أبدت الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، ونائب رئيس المفوضية الأوروبية استعداد الاتحاد الأوروبي لمرافقة الجزائر في مسار التنويع الاقتصادي، الذي يعتبر مهما لها، ويرافقها في كل ما يتعلق بالمنافسة، وتحسين مناخ الأعمال، وخلق مناصب الشغل، والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، للخبرة التي تتوفر عليها الهيئة التي تمثلها. وذكرت موغيريني بلقاء جمعها بالوزير الأول إلى جانب 6 وزراء، أنه تم القيام بعمل مكثف بين الجزائر والاتحاد الأوروبي على مدار 18 أشهر الأخيرة، لإعطاء دفع خاص وجديد للشراكة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر، كما كشفت بالمناسبة عن إعداد ورقة طريق بمناسبة تقييم اتفاق الشراكة، لتحسين تجسيده»، وتخص الشراكة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية. وأبدت في السياق رضاها عن مستوى اللقاءات التي جمعتها بكبار المسؤولين بينهم الوزير الأول وستة وزراء، رغم أن الجزائر تحضر لاستحقاقات هامة بحجم التشريعيات، مشيرة إلى أنه وخلال زيارتها الأخيرة تم استقبالها من طرف رئيس الجمهورية كما كان مبرمجا، في حين لم يبرمج لقاء مع رئيس الجمهورية بمناسبة زيارتها التي دامت 24 ساعة فقط. لا يوجد حل عسكري لسوريا وندعم الجزائر في جهودها في الملفين الليبي والمالي كما جددت دعم الجزائر في مجال الحوكمة والدستور، وفي سياق آخر تطرقت إلى التعاون الإقليمي والدولي، مشيرة إلى دراسة الوضع في ليبيا، والعمل المشترك لمحاولة حمل الليبيين على تجسيد الحل السياسي، وبالمناسبة أكدت الدعم التام للجهود التي تبذلها الجزائر في الملفين المالي والليبي لدي التطرق إلى منطقة الساحل، وفيما يخص الوضع في سوريا أكدت أن الموقف أيضا تتشارك في التحاليل والنظرة ما يعكس قوة الشراكة، كما أشارت إلى تناول مكافحة الإرهاب والتطرف. وبعدما أشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي قوة تتمتع بحد هام من الصلابة في قراراته، تنتهج سياسة شراكة قائمة على الاحترام المتبادل، أوضحت أن موقف الاتحاد الأوروبي لا يعتريه أي غموض، بخصوص سوريا، مؤكدة أنه لا مجال للحل العسكري، مشددة على ضرورة إعطاء دفع للحل السياسي، الذي تأكد أنه لا خيار آخر عنه، من خلال الحوار بين السوريين تحت القبعة الأممية، معتبرة استعمال السلاح الكيميائي جريمة ضد الإنسانية وتحديد المتورطين فيها ضرورة، أما بخصوص الصحراء الغربية، جددت تأكيد موقف الاتحاد الأوروبي الداعم للموقف الأممي. الوزير لعمامرة، ذكر أن الجزائر من منطلق عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ولاسيما الدول الشقيقة والصديقة، ومن منطلق المقاربة الحكيمة التي تبناها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بضرورة إصلاحات سياسية واقتصادية، في المجتمعات العربية التي تعبر عن الحاجة إلى ذلك، من منطلق سيادتها واستقلالها»، مذكرا أن «الجزائر كانت سباقة إلى التحذير من مغبة إسقاط سوريا الشقيقة في دوامة العنف»، وأفاد «لدينا احترام لسيادة الدولة الشقيقة، التي تربطنا بها علاقات متجذرة». وما كان للحرب أضاف يقول أن «تستمر وقوافل من الضحايا وملايين النازحين واللاجئين، لو اتسم كل الفرقاء في الداخل، والشركاء الإقليميين والدوليين بالحكمة، وما كان للأوضاع أن تعرف هذا المنعطف الخطير لو تم الاحتكام إلى الشعب السوري الشقيق، خصوص بعدما تبلورت حقائق ثابتة كانت الجزائر مقتنعة بها، أولها لا حل عسكري ولا بد ولا بديل عن حل تفاوضي توافقي، بين السوريين وبمساعدة الأممالمتحدة». وأبدى أمله أن تكون الفاجعة الأخيرة بمثابة فدية للشعب السوري، من الاقتتال والمآسي، مذكرا بالمنظمة الدولية المنوطة بحظر السلاح الكيميائي والقضاء عليه، داعيا إلى تعزيز دورها، وإلى الاحتكام إلى القانون الدولي لإثبات الوقائع وإثبات المسؤولية بصفة جدية وموضوعية. ارتياح لعمق الشراكة تحادث وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، أمس، بالجزائر، مع ممثلة الاتحاد الأوروبي السامية للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية السيدة فيديريكا موغريني. وتوسع هذا اللقاء الذي جرى بمقر وزارة الشؤون الخارجية ليشمل أعضاء الوفدين. وتقوم السيدة موغريني منذ أول أمس السبت بزيارة رسمية تدوم يومين إلى الجزائر بدعوة من السيد لعمامرة. ولدى وصولها إلى مطار هواري بومدين الدولي أعربت السيدة موغريني عن «ارتياحها» لمدى عمق الشراكة «الكثيفة الجد إيجابية» بين الجزائر والاتحاد الأوروبي. وأضافت السيدة موغريني أن زيارتها إلى الجزائر تهدف إلى «تكثيف وتعميق» الشراكة والعلاقة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي أكثر لاسيما في بعض المجالات، مشيرة إلى أنها ستتناول مع المسؤولين الجزائريين الوضع الإقليمي والتعاون الثنائي في جميع القطاعات.