التقت خطب التشكيلات السياسية في اليوم ال18 من الحملة الانتخابية عند محاور مرتبطة بالواقع المعيشي للمواطنين من خلال إطلاق وعود بتحسين الظروف الاجتماعية، فضلا عن المرافعة لصالح خلق اقتصاد بديل خارج المحروقات باستغلال قطاعي الفلاحة والسياحة، في حين مازال التخوف من التغيّب يوم الانتخاب يخيّم على تصريحات ممثلي الأحزاب الذين أبرزوا أهمية الاستحقاق في الحفاظ على الوحدة الوطنية، وضرورة الإقبال المكثف على صناديق الاقتراع مع محاولة كل طرف التركيز على النوعية في انتقاء المترشحين. التجمع الوطني الديمقراطي الذي كثيرا ما تراشق مع غريمه حزب جبهة التحرير الوطني حول موضوع «الشكارة»، دافع من ولاية بجاية، عن نوعية مرشحيه الذين قال عنهم بأنهم يتمتعون بمهارات، في سياق طمأنة المواطنين ودعوتهم لعدم التردد على التصويت على من يرونه أهلا لإدارة شؤونهم. موضوع «المال والسياسة» أخذ حيّزا من الكلمة التي ألقاها رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، في التجمع الذي نشطه بولاية بشار، مشيرا إلى أن برنامجه يناضل أيضا من أجل «تهذيب العمل السياسي ومكافحة إدخال المال في السياسة». داعيا إلى مشاركة قوية في اقتراع 4 ماي واختيار مترشحي حزبه الذين سيتحمّلون المسؤولية والبقاء أوفياء لتضحيات شهداء ثورة فاتح نوفمبر 1954. هو ما ذهب إليه أيضا حزب جبهة الجزائر الجديدة من سكيكدة، الذي يرى أن الانتخابات تعد بمثابة انطلاقة جديدة لاسترجاع الثقة ومن ثم الخروج بالجزائر إلى بر الأمان أمام المخاطر والتحديات التي تواجه البلاد. كما ظهر تخوّف الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، من المقاطعة واصفة أجواء الحملة الانتخابية في تجمع بتيبازة ب»المحتشمة»، في حين أرجعت أسباب عزوف المواطنين عن التجمعات إلى الأداء «السلبي» للبرلمان المنتهية عهدته. أما قادة اتحاد النهضة -العدالة - البناء فقد رافعوا من الشلف، من أجل الاستقرار السياسي واستحقاقات انتخابية تكون فرصة لإقلاع وتنمية اقتصادية شاملة. في حين دعا رئيس حركة البناء الوطني مصطفى بلمهدي، إلى «مشاركة واسعة وفعّالة» للمواطنين في انتخابات الرابع ماي، بغية «قطع الطريق» أمام من وصفهم ب»الأطراف المشبوهة التي تتربص بالجزائر». خطاب الأمين العام للحركة الشعبية الجزائرية، لم يخرج عن منحى إبراز أهمية الانتخاب، مؤكدا من ولاية سطيف أن ذلك يعد ضروريا لبناء الجزائر «بهدوء وبمشاركة كل أبنائها». كما وجّه رسالة للمترددين بالقول من «أراد أن يعارض أو يؤيد أو يغيّر فليصوت». كما تساوق خطاب رئيس حزب الفجر الجديد الطاهر بن بعيبش، من ولاية جيجل، مع المعطيات التي تعيشها البلاد من خلال دعوة الشعب الجزائري إلى «تحمّل مسؤوليته لإنجاح الانتخابات التشريعية المقبلة والخروج بالبلاد من الوضعية التي هي عليها حاليا». رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، ممثلا لتحالف الحركة من الجزائر العاصمة، يرى أن «المشاركة القوية» للشعب الجزائري في استحقاق 4 ماي، ستسهم في النهوض بالاقتصاد الوطني. في حين أكد رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، محسن بلعباس، أن برنامج التجمع يقترح حلولا «واقعية» لتجاوز الأزمة التي تعيشها البلاد من جهة والتكفل بانشغالات المواطنين من جهة أخرى. الأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي، أوضح من جهته أن الانتخابات التشريعية ستكون «فرصة لإقلاع اقتصادي وتنمية مستدامة ومتنوعة»، معتبرا أن «الوقت قد حان لكي تحل الشرعية الشبابية بدل الشرعية الثورية في تسيير الساحة السياسية». التشكيلات السياسية اتفقت على ضرورة تثمين كل الطاقات الفلاحية والسياحية كبديل للمحروقات يمكن البلاد من الخروج من ركودها الاقتصادي، من منطلق أن الجزائر تمتلك مؤهلات لا يستهان بها خاصة في قطاعي السياحة والفلاحة، قابلة للتطور والمساهمة في تنويع الاقتصاد الوطني وخلق مناصب عمل لصالح الشباب.