نظّمت مكتبة «العالم الثالث» أوّل أمس، عملية بيع بالإهداء لكتاب «معمري الخالد» للأديب أمين الزاوي، الصادر مؤخرا عن منشورات «تافاث»، حيث جمع 30 قلما تناولوا هذه الشخصية الأدبية والعلمية في الوقت نفسه. عن الكتاب أكّد الزاوي ل»المساء» أنّ فكرته تعود الى فترة طويلة جدا، إذ كان آخر كاتب التقى بمولود معمري، بمدينة وجدة المغربية عام 1989 قبل وفاته، وأضاف «كنت في وجدة قد وعدته أن أخرج عملا تلفزيونيا وثائقيا، وقمت بذلك في فترة عصيبة خلال سنتي 1994 و1995، غير أنّ الرغبة الحقيقية هي إنجاز كتاب، وبالتالي حاولت أن أشرك العديد من الكتّاب الجزائريين المقيمين في الجزائر وفي فرنسا وكندا وحتى في الولاياتالمتحدةالأمريكية». وشارك في الكتاب 30 كاتبا، وحرص الزاوي على أن يكون الاختيار على أجيال مختلفة لضمان حساسيات جمالية وأدبية مختلفة كلّ هذا احتراما لمولود معمري، واعتبره «كاتبا جامعا»، وقال «لم يكن من الجهويين أو من دعاة التفرقة أو إلى الأمراض التي يمكن أن تحدث في الدفاع عن الهويات، كان دائما ضدّ الغيتو». وأضاف المتحدّث أنّ هذا الكتاب هو عبارة عن إشادة الجميع والجزائر والأدباء والمثقفين بأعمال مولود معمري، وهو مقسّم على ثلاثة أبواب، الأوّل فيه مجموعة من المقالات الأكاديمية، والثاني عبارة عن مقالات عامة وقراءات، أما الثالث فخصّص لأشياء ذاتية اتّجاه مولود معمري، كما تمّ الحرص على الكتاب الشباب من خلال الإجابة على سؤال «ماذا يمثّل مولود معمري بالنسبة لهم؟». يقول الزاوي، إنّه وصل إلى نقطة أساسية مفادها أنّ معمري مازال مقروءًا وموجودا في القراءة الجزائرية، ويرى المتحدّث أنّ كلمة «الخالد» تنطبق عليه تماما ذلك أنّه لم يكن مبدعا بأدبه، ولكن بارعا أيضا في أبحاثه الأنتروبولوجية، وذكر الزاوي في حديث مع معمري سنة 1989، في وجدة، أنّه قال في يوم ما ستكون الأمازيغية لغة وطنية ورسمية يتحدّث بها الجزائريين ويكتبون بها، وأوضح الزاوي أن هذا القول كان نوعا من المستحيل، ويبدو أن مّعمري كان متنبئا في تصوّراته، كان مستشرفا لما سيقع بأنّ التاريخ يزحف نحو الحقيقة، ولهذا عنون الكتاب «معمري الخالد» لأنّه كان واثقا أن كلّ ما كان يحلم به لم يتحقّق لكن جزء منه تحقّق والكثير منه سيتحقّق قريبا.