ما وصف به الرئيس الفرنسي النظام الاستعماري دليل آخر على أن فظاعة جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر لايمكن للإنسانية أن تمجدها، بل لاتجد أمامها إلا أن تمقتها وتندد بها· فتصريحات ساركوزي بأن النظام الاستعماري كان جائرا للغاية ومناقضا لقيم الجمهورية الفرنسية "حرية، مساواة وأخوة" لايمكن تصنيفها إلا في خانة إدانة النظام الاستعماري وجرائمه، مادام هناك اعتراف صريح بفظاعة الجرائم والجور في حق الجزائريين، فهل يمكن اعتبار هذا الموقف الذي لم يصرح به الرئيس ساركوزي من قبل واحتفظ به خصيصا لهذه الزيارة، بداية اعتراف فرنسا رسميا بجرائم ماضيها الاستعماري؟ وهل ستفضي مثل هذه المواقف مع مرور الوقت إلى الاعتذار الرسمي الذي يطالب به الجزائريون؟ إنه من السابق لأوانه تأكيد ذلك، لكن المؤكد أن هذه التصريحات تناقض أصحاب القانون الممجد للاستعمار الذين كانوا وراء السحب التي خيمت على العلاقات الجزائرية الفرنسية وتعطيل معاهدة الصداقة بين البلدين· ثم إن موقف الإدانة للجرائم يعزز مطالب الجزائريين بضرورة الاعتذار من أجل طي الصفحة نهائيا والتطلع إلى بناء مستقبل دون إلغاء أو محو الماضي المشترك بكل آلامه ومعاناته·