اعتبر عضو مجلس الأمة والقيادي في صفوف ثورة التحرير أحمد محساس الاستقبال الخاص الذي حظي به الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لدى قدومه إلى الجزائر بمثابة "اعتذار من الجزائرلفرنسا". و في تصريح ل"الشورق اليومي، قال محساس: " في نظري كأن السلطة اعتذرت لفرنسا" بتخصيص كل ذلك الاستقبال للرئيس الفرنسي، بينما كان يفترض أن تكون فرنسا هي من تطلب ود الجزائريين ، مضيفا أن الجزائر كان يمكنها أن تستقبل ضيفها في إطار بروتوكولي عادي مثله مثل أي ضيف يحل عليها، دون أن تصفه ب"صديق الجزائر"، خاصة وأن "فرنسا لم تغير ولن تغير موقفها تجاه الجزائر" بدليل ما جاء في تصريحات ساركوزي من أن "النظام الاستعماري كان جائرا للغاية" الشيء الذي لم يغير في موقف فرنسا شيئا، بل كان "أحسن له لو سكت بدل أن لا يقول شيء". وحول ما إذا كانت زيارة ساركوزي قد أحيطت بكل تلك الهالة الإعلامية على خلفية تصريحات وزير المجاهدين محمد الشريف عباس بخصوص دفعه للسلطة من قبل اللوبي اليهودي في فرنسا، قال القيادي في ثورة التحرير الوطنية "وزير المجاهدين لم يقل شيئا خاطئا، وتصريحاته لا تغضب احد بما فيها الفرنسيين، لأنه تحدث عن اللوبي اليهودي مثلما نتحدث عن وجود لوبيات أخرى في العالم تدفع ذلك المترشح أو ذاك لسدة الحكم مثل اللوبي الإسلامي، واللوبي الإيطالي" موضحا انه من غير بريئا استغلال تلك التصريحات لأغراض أخرى مثل معاداة السامية مؤكدا "لا يمكن أن نناقض أنفسنا فأكبر الساميين هم العرب" ليتساءل محساس بالمناسبة "إذا لم يتكلم وزير المجاهدين في مناسبة مثل هذه فمن يتكلم إذن؟؟". ورغم كل ما أثير من جدل حول المسألة أكد محساس أن الأسرة الثورية ليس لها عقدة من استقبال رئيس فرنسي في الجزائر ولا خلفية حاقدة "ليس لنا حقد بخصوص حقبة الثورة، لكننا نتمسك باحترام سيادة الجزائر وتاريخها وقيمنا الحضارية" مطالبا بأن "يكون التعامل بيننا وبين فرنسا بنفس المستوى، وعلى درجة واحدة من الاحترام كدولتين من نفس الوزن" مشددا على إننا لا نحتاج اعتذار فرنسا عن جرائمها". ويذكر أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يقوم بزيارة دولة للجزائر منذ أول أمس اصطحب معه، ضمن الوفد الرسمي، كاتب الدولة الفرنسي لقدماء المحاربين ألان مارليكس، وقد صرح ضمن خطابه أمام منتدى رجال الأعمال الجزائريين والفرنسيين بأن "النظام الاستعماري جائرا للغاية ومناقضا للكلمات الثلاث المؤسسة لجمهوريتنا: حرية، مساواة و أخوة" وأن "جرائم فظيعة اقترفت إبان حرب استقلال الجزائر" دون أن يدخل ذلك ضمن اعتراف فرنسا بجرائمها الاستعمارية او يكون اعتذارا منها بأي شكل من الأشكال، حيث قال "لا بد لنا من مواجهة الماضي و هذا ما قمنا به في أوروبا" مضيفا أنه "قدم ليقترح على الشعب الجزائري القيام بعمل للذاكرة". غنية قمراوي