أبرز نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، خلال زيارة العمل والتفقد التي شرع فيها بداية من أمس إلى الناحية العسكرية الأولى بالبليدة، «العناية الفائقة» التي توليها قيادة الجيش للتطبيق «الوافي والشامل» لبرامج التحضير القتالي للوحدات. استهل الفريق قايد صالح زيارته بتفقّد وتفتيش الفرقة 12 مشاة ميكانيكية بالجلفة، ليتابع بعدها رفقة اللواء حبيب شنتوف، قائد الناحية العسكرية الأولى، في نقل مباشر من ميدان الرمي والمناورات، تمرينا بيانيا بالرمايات الحقيقية نفّذته وحدة من وحدات الفرقة، وذلك في إطار مواصلة تنفيذ برنامج سنة التحضير القتالي 2016-2017. وبعد ذلك، استمع الفريق قايد صالح إلى عرض شامل قدمه قائد الفرقة حول هذه الوحدة الكبرى، ضمن قوام المعركة للجيش الوطني الشعبي، ليسدي بعدها جملة من التوجيهات والتوصيات تتعلق بضرورة «مواصلة بذل الجهود من أجل تحقيق التطور المرغوب، والجاهزية العملياتية المطلوبة، وجودة الأداء العملياتي المتكيف مع طبيعة المهام المسندة». كما التقى الفريق قايد صالح بإطارات وأفراد الفرقة؛ حيث ألقى كلمة توجيهية تابعها أفراد جميع وحدات الناحية عبر تقنية التحاضر عن بعد، جدد فيها التذكير ب «الجهود الكبرى التي يبذلها الجيش الوطني الشعبي رفقة مختلف الأسلاك الأمنية حتى ينعم وطننا وشعبنا بنعمة الأمن والاستقرار». وقال في هذا الصدد: «إنه لشرف عظيم للجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، أن يرتقي في ظل دعم وتوجيهات فخامة السيد رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، إلى مصافّ الحافظين لعهد الشهداء، وأن يسمو إلى ما يفرضه عليه واجبه الوطني وتمليه عليه مسؤولية الدفاع عن الوطن وتأمين موجبات وحدته وحفظ خيراته وصون سيادته وحرية قراره». وأضاف أن «الجزائر العظيمة بتاريخها وجغرافيتها والمتطلعة دوما إلى مستقبل يليق بهذا التاريخ وجدير بهذه الجغرافيا، تستحق من جيشها أن يكون دوما في مستوى هذه الرهانات المطروحة بقوة». وجدد التأكيد أن «ما تتمتع به بلادنا اليوم من أجواء آمنة ومستقرة وما يشعر به شعبنا من طمأنينة وراحة بال، هي كلها ثمار مستحقة لجهود مضنية ومتواصلة ومخلصة، ما انفك يبذلها الجيش الوطني الشعبي رفقة كافة الأسلاك الأمنية الأخرى، في سبيل حفظ الجزائر بكافة حدودها الوطنية وتأمين المواطنين، في كل وقت وحين وفي كافة الظروف والأحوال». كما ذكّر الفريق قايد صالح بالمناسبة، ب «الإجراءات المتخذة لتأمين شهر رمضان الفضيل، والكفيلة بتمكين الشعب الجزائري من أداء فريضة الصيام في جو من الطمأنينة والأمان». وقال في هذا الصدد إنه «غنيّ عن البيان التأكيد اليوم على الخصوصية التي يتمتع بها شهر رمضان المبارك لدى الشعب الجزائري المسلم، ولدى كافة الأمة الإسلامية»، مبرزا أن هذه الخصوصية «لا تكتمل معانيها الروحية ودلالاتها الحقيقية إلا إذا أدرك الإنسان المسلم أن قيمة العمل ثم العمل، هي من أسمى المعاني التي يكتنزها هذا الشهر الفضيل». واستطرد قائلا بأن «مقاصد شهر رمضان السامية وقيمه النبيلة تتعارض كلية مع أي شكل من أشكال الكسل والسبات والتراخي»، مضيفا أن «أيام هذا الشهر المبارك كلها محفزات على العمل باعتباره عبادة، ففي الإسلام الحنيف ترتبط قيمة العبادة بقيمة العمل، لأنهما صنوان متلازمان تلازما شديدا، لاسيما إذا تعلق الأمر بالسهر على أداء واجب حفظ الوطن وحماية حدوده الوطنية وتوفير الأمن والأمان للمواطنين». من جهة أخرى، أكد الفريق قايد صالح على «العناية الفائقة التي توليها قيادة الجيش الوطني الشعبي للتطبيق الوافي والشامل لبرامج التحضير القتالي للوحدات، تحضيرا نوعيا وفعالا». وقال في هذا المجال: «تلكم مهمة تستحق انتهاج سبل اكتساب كل عوامل القوة»، مبرزا أن «هذه السبل التي قدرناها حق قدرها في الجيش الوطني الشعبي واعتبرنا أن التحضير القتالي بمعناه الشامل والمتكامل هو الذي يمثل البوابة الرئيسة التي من خلالها يفتح المجال واسعا أمام تحقيق التطور المرغوب والجاهزية المطلوبة، لبلوغ الأداء العملياتي والقتالي المتكيف مع طبيعة المهام المسندة». وفي هذا الشأن، فإنه يجب - كما قال - أن «يعي كل فرد من أفرادنا العسكريين أن حجم الرهانات التي يتعين كسبها وطبيعة التحديات الواجب مواجهتها، يقتضي العمل بدون هوادة على اكتساب أعلى درجات الجاهزية القتالية والعملياتية وأعلى درجات الإيمان بحسن أداء المهام الموكلة، وعليه فإننا نعتبر الفرقة 12 مشاة ميكانيكية من بين الوحدات القتالية العريقة الكبرى، الجديرة بتحقيق المزيد من النضج العملياتي والمزيد من التمرس القتالي». وفي ختام اللقاء، فسح المجال أمام أفراد الناحية للتعبير عن انشغالاتهم واهتماماتهم.