أخيرا، أسدل الستار على أحد أطول المواسم في تاريخ البطولة الوطنية، والذي عرف اكتفاء مولودية وهران برتبة سابعة مخيبة، لجملة من الأسباب على رأسها غياب الاستقرار على مستوى الجهاز الفني، خاصة في مرحلة العودة من البطولة الوطنية، وعدم ثبات المدربين المعوضين لبلعطوي المقال على تشكيلة واحدة تلعب بانتظام. حدث ذلك في الجولات الأخيرة، التي كانت منعرجا حاسما لنيل رتبة ضمن الأوائل، تمنح المولودية مشاركة دولية، وكل ذلك في ظل تذبذب مستوى اللاعبين وغيابهم المتكرر إما بسبب الإصابات أوالعقوبات، ودائما في مرحلة العودة. والعجيب أن انطلاقة مولودية وهران كانت ناجحة جدا، ومسيرتها مثالية لم تنجز نظيرتها منذ عدة سنوات، توجتها برتبة ثانية عند نهاية مرحلة الذهاب، وبرصيد 28 نقطة، خلف الرائد مولودية الجزائر الذي جمع 30 نقطة، بل وتمكنت من تصدر لائحة الترتيب لعدة جولات. وقد جاء ذلك بعد هدوء حل بالإدارة التي كانت شهدت الصائفة الماضية صراعا محموما بين الرئيس الحالي أحمد بلحاج المدعو «بابا» ومعارضيه، وفي مقدمتهم يوسف جباري الذي انتهى بأروقة العدالة بعد إصرار جباري وحاشيته على عقد جمعية عامة طارئة يوم 12 جوان الماضي لسحب الثقة من «بابا»، غير أن هذا الأخير نجا من تخطيط مناوئيه عندما أرغمت العدالة هؤلاء على تقديم الحصيلة المالية لعهدتي جباري وخلفه العربي عبد الإله، وفي خضم ذلك أنجز «بابا» تعاقدات أغلبها مع لاعبين خريجي مولودية وهران «هجروا» بسب سوء تسيير الرؤساء السابقين، فجيئ بكل من عمر بودومي، بن تيبة، عواد، وسباح (ج.وهران)، قفايتي (نورويش شيتي) فراحي (ش. القبائل) دلهوم (و.سطيف) بن علي (م بجاية) هشام شريف (ا.البليدة). ولقد أرضت انتدابات «بابا» الأنصار في البداية، ووصفوها بالموفقة، غير أنه ومع مرور الجولات، تبين خطأ رئيسهم عنددما أهمل تدعيم خط الهجوم أسوة بما فعل مع الدفاع والوسط، وهو ما ضيع على المولودية نقاطا عديدة داخل الديار وخارجها، لكن وفي المجمل، أثنى المتتبعون على مشوار «الحمراوة» في مرحلة الذهاب، وعلى عمل المدرب بلعطوي، وكامل أعضاء الجهاز الفني، وتوقعوا منهم على الأقل تحقيق نفس نجاحاتهم في العودة، وهي النجاحات التي أسعدت الأنصار، حتى أنهم تغنوا ب«الدوبلي» من فوق المدرجات. أما مساعد المدرب مشري بشير، فعلق على هذا المشوار بقوله «كسبنا مجموعة متلاحمة، حققت وصافة مستحقة». انهيار مفاجئ وإياب كارثي سنة 2017، بدأت بشكل سلبي للغاية بالنسبة لمولودية وهران، التي تكبدت في بدايتها ثلاث هزائم متتالية، واستمر الانكسار بعجزها عن الانتصار في تسع مباريات متتالية. والغريب، أن «الكتيبة الحمراء» تصالحت مع الانتصارات على حساب الرائد وفاق سطيف، في لقاء لعب بزبانة، وبدون حضور جمهور للعقوبة التي كانت مسلطة عليها، وهو ما استغربه رئيس الفريق «بابا» في ما بعد، الذي رضي رغم كل شيء بجرعة الأوكسجين هذه، وأراد تدعيمها بإخراج ورقته المفضلة، بتحفيز لاعبيه ماليا على جلب المزيد من النقاط في المقابلات المتبقية، لكنه قوبل يإضراب من قبل زملاء الحارس ناتاش، احتجاجا على مستحقاتهم، وهو ما لم يقبله «بابا»، فقرر إخراج العصا التي ذاق منها الرباعي هشام شريف، دلهوم، بلعباس وهريات، وأربعتهم قرروا اللجوء إلى لجنة فك النزاعات التابعة للرابطة الاحترافية الوطنية، ولا يزال الطرفان يلعبان لعبة القط والفأر حتى بعد نهاية الموسم، الذي أنهى جولاته الأخيرة المدرب مشري، بعد إقالة المدرب الرئيس عمر بلعطوي، ثم مجيئ المدرب الفرنسي جان ميشال كافالي فرحيله بعد فترة وجيزة، فقرر مشري الاعتماد على بعض عناصر الرديف، التي حفظت ماء وجه المولودية بنيلها كأس الجزائر، وهي الثانية لها في ظرف ثلاث سنوات، فأكد لاعبون من أمثال حميدي، فريفر والحارس دلة وغيرهم، أنهم يستحقون اللعب في الفريق الأول، ولم يكن بوسعهم فعل أكثر من حصول مولودية وهران على رتبة سابعة برصيد 40 نقطة جمعتها من 9 انتصارات و13 تعادلا، فيما انهزمت 8 مرات، ونال دفاعها الرتبة الرابعة كأحسن دفاع في البطولة الوطنية، أما خط هجومها، فكان رابع أسوأ خط هجوم. كالعادة غياب الاستقرار خان «الحمراوة» لعبت عدة عوامل منطقية في انحدار مستوى مولودية وهران في النصف الثاني من البطولة الوطنية، أولها ضعف الانتدابات الشتوية التي اقتصرت على لاعبين ينشطون في الدفاع والوسط عوض خط الهجوم باستثناء بناي الذي لم يقدم الإضافة المرجوة منه، وكذلك التوقفات العديدة خاصة في مرحلة العودة، إحداها دامت قرابة الشهرين أثرت كثيرا على الأداء الجماعي والفردي للفريق، وانسحاب المدرب الرئيس عمر بلعطوي من منصبه، وأخيرا وليس آخرا إضراب اللاعبين للمطالبة بقبض أموالهم، مما أدى نقص في عدد العناصر الأساسية، فأثر كل ذلك سلبا على مولودية وهران، التي يحق أن يقال عنها، بأنها أدت موسما للنسيان.