أكدت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط، أن تسيير قطاعها يشهد ثورة حقيقية وأن الممارسات السلبية التي تجذّرت فيه طيلة سنوات قد ولّت ولن تسمح بعودتها أبدا. وذكرت من بين هذه الممارسات المحسوبية والتلاعب في التوظيف التي أضرت بالمدرسة الجزائرية وبمصداقيتها من جهة وهمشت الكفاءات. وأضافت الوزيرة في السياق أن السياسة الجدية التي تنتهجها الوزارة من خلال الإصلاحات التي هي إصلاحات رئيس الجمهورية، بدأت تعيد الثقة المفقودة في قطاع التربية. بن غبريط أوضحت خلال لقاء مشترك مع وسائل الإعلام العمومية المكتوبة، أن من بين أولوياتها القضاء على ظاهرة المحسوبية و»المعريفة» التي كانت تعتمد في التوظيف لا سيما خلال الإعلان عن تنظيم المسابقات، حيث لم تكن المعلومة تصل للجميع ولكل المعنيين من خريجي الجامعات بسبب التعتيم قصد التلاعب بالمناصب وهو التصرف الذي أفقد الثقة بين القطاع والمجتمع. وتراهن الوزيرة على وسائل التواصل والإعلام لإيصال المعلومة للجميع، حيث أكدت أنها تعمل على إيصالها حتى إلى المواطن في بيته من خلال نشاطها المكثف واعتمادها على مواقع التواصل الاجتماعي التي تسهر على نشر على صفحاتها الخاصة بها كل جديد يتعلق بالقطاع لا سيما الإعلان عن مسابقة التوظيف والامتحانات بصفة عامة والإجراءات الجديدة التي تتخذها في حينها. والهدف من كل هذا تضيف وزيرة التربية ضمان الوضوح والشفافية والخدمة العمومية في القطاع. وجددت الوزرة بالمناسبة رفضها القاطع للعودة إلى الطرق السابقة في التوظيف التي تطالب بها بعض النقابات والمتمثلة خصوصا في دراسة الملفات دون الخضوع للامتحان الكتابي الذي ترى الوزيرة، أنه حتمي وضروري للسماح لمن يستحق وذوي الكفاءات الحصول على منصبه في التعليم كما ان الحصول على منصب موظف يلزم الخضوع للامتحان طبقا لقوانين الوظيف العمومي. تكوين قرابة ال27 ألف أستاذ جديد خلال شهر جويلية وكشفت وزيرة التربية عن الشروع في تكوين 26197 ناجحا في مسابقة التوظيف الوطنية التي نظمها القطاع في 2016، سيؤطرهم 1533 مفتشا وأستاذا عبر 106 مراكز على أن تكون مدة التكوين 180 ساعة، ويمثل الذين سيتم تكوينهم في الطور الابتدائي 20632 ناجحا في المسابقة، فيما يمثل الناجحون في الطور المتوسط 4909 والثانوي 656 أستاذا جديدا. أما الناجحون في مسابقة التوظيف التي ستنظم في ال29 جوان الجاري والبالغ عددهم 10009 فسيخضعون للتكوين خلال شهر أوت المقبل حسب السيدة نورية بن غبريط التي أكدت أن التكوين سينتهي بامتحان كتابي وأن من يفشل فيه ولم يثبت جدارته لتولي منصب أستاذ سيقصى نهائيا. وأوضحت أن صفة الأستاذ الجدي لا يمكن الحصول عليها إلا بعد النّجاح في الامتحان الكتابي. وفي نفس السياق كشفت بن غبريط، أن الأرضية الرقمية المتضمنة للقوائم الناجحة في مسابقة 2016 سمحت بتوظيف 93 الف أستاذ في الاطوار الثلاثة معتبرة اللجوء إلى توظيف الأساتذة عن طريق المسابقات ضرورة لتعويض المغادرين إلى التقاعد ضمان للسير العادي للدراسة وتفادي التذبذبات. وسيتم مع الدخول المدرسي الجديد تدعيم الأساتذة الجدد بحقائب بيداغوجية، فضلا عن موارد جديدة ستكون جاهزة في جويلية الداخل على شكل 3 مجموعات الأولى تحتوي على كل القوانين والنصوص التنظيمة والثالثة عبارة عن دفاتر تكوين. أما الثالثة فتتضمن السياسة العامة التي يعتمدها القطاع وهي نصوص ستكون بمثابة آليات في يد الأساتذة والمفتشين. نتائج «البيام» في 27 جوان وتتوقع السيدة بن غبيرط، أن تكون نتائج امتحان شهادة التعليم المتوسط لهذه السنة أفضل مقارنة بالسنة الماضية، بعد أن كانت السنة الدراسية سنة هادئة، مشيرة إلى أن مواضيع واسئلة الامتحانات طرحت هذه السنة بطرق علمية ودقيقة، وسجلت ارتياح الأساتذة المصححين الذين زارتهم خلال الأسبوع بالفارط، ببعض مراكز التصحيح بالعاصمة الذين أكدوا لها جودة المواضيع المطروحة، حيث كانت واضحة ولا يشوبها أي غموض وكانت في متناول التلميذ المتوسط. وفي السياق ذاته أكدت بن غبريط، أن إعادة النظر في طرق إعداد مواضيع الامتحانات الثلاثة قد بدأت وذلك من خلال مرافقة لجان إعدادها من خلال «أوناك»، معلنة عن إعداد هذه السنة أكثر من 500 موضوع بالنسبة للامتحانات الثلاثة «السانكيام» و»البيام» و»الباك» تم اختيار من بينها المواضيع التي اعتمدت في الامتحانات الأخيرة. عملية التصحيح تضيف الوزيرة متواصلة وتجري في ظروف هادئة، مؤكدة أنها أبلغت المصححين أن لديهم كل الوقت المناسب للتصحيح دون تسرع وبعيدا عن الضغط، مؤكدة أن بعض النتائج بدأت تصل إلى الديوان الوطني للمسابقات والامتحانات، علما أن تاريخ الإعلان عن النتائج النهائية عبر الموقع الإلكتروني ل»أوناك» يكون كما أعلنا مسبقا في ال27 جوان الجاري. الحكومة لم تفصل بعد في مقترحات تغيير نظام امتحان «الباك» بالنسبة للبكالوريا أكدت بن غبريط، أن الاقتراحات التي قدمت للحكومة المتعلقة بإصلاح نظام هذا الامتحان لم يفصل فيها وهي قيد الدراسة، مشيرة إلى الإجماع على ضرورة تقليص مدة وأيام الامتحان مع اعتماد البطاقة التركيبية أي التقويم السنوي للسنة الأولى والثانية ثانوي الذي يعني إجراء الامتحانات مسبقة في بعض المواد المكملة وغير الأساسية حسب الشعبة، مع التأكيد على إبقاء المواد التي تتعلق بالهوية الوطنية ضمن الامتحان الكتابي منها مادة التاريخ. وزيرة التربية أعلنت عن فتح ملف المدارس الخاصة قريبا وذلك بإعداد دفتر شروط خاص بتنظيمها، وردع الممارسات السلبية المسجلة لدى العديد من هذه المدارس التي أصبح همها الوحيد الربح السريع على حساب دراسة التلميذ ونوعية الدراسة التي يطمح إليها الجميع. وزيرة التربية وردا عن سؤال يتعلق برأيها في حال اقترحت عليها حقيبة وزارية غير قطاع التربية، أكدت أنها لا تفكر حتى في ذلك وأن التربية تعني الكثير بالنسبة لها، علما أنها قضت 40 سنة في عالم التعليم والبحث العلمي. وردا على سؤال بتحضير حلويات العيد أكدت أنها تصنعها عادة بنفسها إلا أن هذه السنة لا يمكنها ذلك نظرا لكثافة نشاطها وعدم توفر الوقت الكافي لذلك.