أكدنا تطلع الطرفين لتجسيد خارطة الطريق المتفق عليها    الاعلان عن نتائج الدورة الثالثة أفريل 2025 للالتحاق بمهنة مترجم    سلطة ضبط السمعي البصري ترصد تجاوزات مهنية    إلتزام الجزائر الراسخ بدعم "القارة" في مجال النفط والغاز    تراجع أسعار النفط بأكثر من 2 بالمئة    صادراتنا عبر الموانئ تجاوزت 5 مليارات دولار في عام 2023    الكيان الصهيوني يمنع دخول المساعدات لغزة منذ 50 يوما    ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 51266 شهيدا و 116991 مصابا    وفاة 39 شخصا وإصابة 1526 آخرين بجروح    مجمّع "ليون" الماليزي يريد الاستثمار في بالجزائر    توقيف أشخاص حرّضوا على المضاربة في منتوج البطاطس    الإعلان عن تشكيل جمعية للجزائريين المقيمين بهولندا    تواصل جلسات إثراء القانون الأساسي والنظام التعويضي لأسلاك التربية    حياة النشطاء مهدّدة والاحتلال المغربي يصعّد من القمع    التدخّل الدولي الإنساني العاجل في غزة ضرورة قانونية وأخلاقية    الجزائر بحاجة إلى جبهة إعلامية موحّدة    تفكيك شبكتين وضبط 4 قناطير من الكيف مصدرها المغرب    تقييم العمليات الخاصة بإعادة تأهيل السد الأخضر    مسابقة وطنية لأفضل فيديو توعوي لمكافحة المخدرات    وفد روسي بالوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار للتعرف على المنظومة الاستثمارية الوطنية    فرنسا : "مسيرة الحرية" تواصل مسارها في بيزييه دعما للمعتقلين السياسيين الصحراويين في سجون المغرب    تمنراست : بتكليف من رئيس الجمهورية وزير الثقافة والفنون يقدم واجب العزاء إلى أسرة الراحلة بادي لالة    وزير الاتصال يبرز أهمية الدور الذي يلعبه الإعلام الاحترافي في مواكبة التحديات الراهنة    الذكاء الاصطناعي.. هل يزيد البشر غباءً؟    انتخاب كمال سعيدي عضوا في المكتب التنفيذي    التدخلات الجراحية ليست ضرورة لعلاج انسداد شريان الرقبة    "الخضر" يواجهون رواندا بقسنطينة وهذه خطة بيتكوفيتش    صادي يشدد على الصرامة وتفادي الأخطاء في الجولات المقبلة    العدوان الصهيوني على غزة: التدخل الدولي الإنساني العاجل في القطاع ضرورة قانونية وأخلاقية    تقاطع المسارات الفكرية بجامعة "جيلالي اليابس"    الحقل التكويني رهين بقدرة التفكير الجماعي واتخاذ القرارات الجريئة    انقلابيو مالي يريدون تصدير فشلهم الذريع بمحاولة تشويه صورة الجزائر    بيتكوفيتش يستعيد خيارا قويا في تشكيلة "الخضر"    هدّاف بالفطرة..أمين شياخة يخطف الأنظار ويريح بيتكوفيتش    البطولة السعودية : محرز يتوج بجائزة أفضل هدف في الأسبوع    دراسة آليات بيع الأضاحي المستوردة    زروقي يبرز مجهودات الدولة لتحقيق التنمية الرقمية    معرض إفريقي بالجزائر    قانون جديد للأوقاف    كرة القدم :"الخضر" يواجهون منتخب رواندا وديا يوم 5 يونيو المقبل بقسنطينة    رقمنة القطاع ستضمن وفرة الأدوية    تنظيم مسابقة وطنية للطلبة لأفضل فيديو توعوي لمكافحة المخدرات    كرة القدم: وليد صادي يجتمع بحكام النخبة في لقاء للتوعية حول الجولات المتبقية من البطولة    تمنراست: الكتابة والنشر ضمن أولويات برنامج المحافظة السامية للأمازيغية    حوادث الطرقات: وفاة 39 شخصا وإصابة 1526 آخرين بجروح في ظرف أسبوع    إطلاق حملة توعوية للوقاية من حرائق المحاصيل الزراعية عبر عدد من ولايات الجنوب    أمن ولاية الجزائر: حجز أكثر من 75 مليون سنتيم مزورة    تحدي "البراسيتامول" خطر قاتل    صناعة صيدلانية: رقمنة القطاع ستضمن وفرة الأدوية و ضبط تسويقها    قسنطينة : اختتام الطبعة 14 للمهرجان الثقافي الوطني للشعر النسوي    موضوع ندوة علميّة : إبراز جهود جمعيّة العلماء المسلمين في النّهوض بالمرأة والأمّة    هذه مقاصد سورة النازعات ..    سايحي: "تطوير مصالح الاستعجالات " أولوية قصوى"    تسهيل وتبسيط الإجراءات أمام الحجّاج الميامين    هذه وصايا النبي الكريم للمرأة المسلمة..    ما هو العذاب الهون؟    كفارة الغيبة    بالصبر يُزهر النصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس بوتفليقة يجدد مطالبة فرنسا بالاعتراف بجرائمها
فيما شدد على بناء شراكة نافعة لكلا الطرفين
نشر في المساء يوم 05 - 07 - 2017

جدد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس، مطالبة فرنسا بالاعتراف إزاء ما اقترفته من جرائم خلال الحقبة الاستعمارية، مشددا على أن تكون الشراكة الثنائية نافعة لكلا الطرفين بالقول «ليس في هذا التذكير بالماضي أية دعوة إلى البغضاء والكراهية حتى وإن ظل شعبنا مصرا على مطالبة مستعمر الأمس بالاعتراف بما اقترفه في حقه من شر ونكال».
الرئيس بوتفليقة اغتنم مناسبة الاحتفال بذكرى استرجاع الاستقلال والعيد الوطني للشباب ليوجه رسائل صريحة لباريس، أكد خلالها على رمزية هذا الحدث الذي يعكس نضال شعب انتصر لقضيته بعد تضحيات جسام، مع الحرص على رسم المعالم التي يفترض أن تضبط العلاقات بين البلدين، قائلا في هذا الصدد إن «فرنسا التي باشرت معها الجزائر المستقلة بناء شراكة استثنائية، يجب أن تكون نافعة لكلا الطرفين، شراكة لن يزيدها الاعتراف بحقائق التاريخ إلا صفاء وتوثبا» .
في سياق التأكيد على أن مسألة الاعتراف بالجرائم يظل مطلبا شعبيا، أكد رئيس الجمهورية بأن «حفظ الذاكرة الوطنية هذا يعني أجيالنا الصاعدة هي الأخرى لأنه سيتيح لها على الدوام شحذ حسها الوطني، وهي تواجه التحديات والصعاب ويكون مبعثا لاعتزازها الدائم بوطنها». وهو ما يندرج أيضا في إطار ممارسة الحق في حفظ الذاكرة.
رئيس الدولة ذهب أبعد من ذلك في حديثه عن قدسية الثورة، عندما أشار إلى تكريس قدسية النشيد الوطني والعلم الوطني بنص دستوري، علاوة على الالتزام باحترام رموز الثورة وصون ذاكرة الشهداء وكرامة المجاهدين، مع السهر على ترقية التاريخ وتلقينه للأجيال الناشئة.
بما أن المناسبة تعد تذكيرا بتضحيات جيش التحرير الوطني خلال الثورة التحريرية الذي ينتمي إلى أبناء الشعب، اغتنم الرئيس بوتفليقة مناسبة عيد الاستقلال ليحيي دور الجيش الوطني الشعبي الذي يجابه تحديات محاربة الإرهاب بالتنسيق مع مختلف المصالح الأمنية من أجل القضاء على بقايا الفلول الإرهابية بالجزائر عبر مختلف مناطق البلاد وحدودها. وترحم بهذه المناسبة على «أرواح أبنائنا شهداء الواجب الوطني الذين استشهدوا خلال الأشهر الأخيرة من بين أفراد الجيش الوطني الشعبي وأفراد مصالح الأمن أثناء مكافحتهم النبيلة لآفة الإرهاب المقيتة».
وباعتبار السياسة الداخلية امتداد للسياسة الخارجية وحصنها المنيع أمام كل المتربصين، أكد الرئيس بوتفليقة أن المجلس الشعبي الوطني الجديد سيتولى مع الحكومة مواصلة تجسيد التحويرات الهامة الواردة في الدستور المعدل فيما يتعلق بالتعددية الديمقراطية وتعزيز دولة الحق والقانون.
الاضطلاع بالإصلاحات الاقتصادية الضرورية بكل سيادة
القاضي الأول في البلاد، كشف في هذا الصدد عن تنصيب المجلس الأعلى للشباب خلال السنة الجارية، لتمكين ممثلي الأجيال الصاعدة من صياغة تصورهم لمختلف الورشات المفتوحة في البلاد. و»الشأن سواء بالنسبة للمجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي المجدد هذا الذي سيكون فضاء للحوار المتواصل بين الحكومة وشركائها الاقتصاديين والاجتماعيين في ظرف يتعين على الحكومة أن تواجه فيه تحديات اقتصادية ومالية جساما»، مثلما يضيف الرئيس بوتفليقة.
على الصعيد الاقتصادي، دعا رئيس الجمهورية إلى الاضطلاع بالإصلاحات الاقتصادية الضرورية بكل سيادة، في وقت تواجه البلاد تراجعا كبيرا في مداخيلها واختلالا في ميزان المدفوعات الخارجية، مضيفا أن البلاد «تحتفظ بسيادتها غير منقوصة في قرارها الاقتصادي والاجتماعي بفضل ما جمعته من احتياطات الصرف التي بدأت تتناقص».
وبالنسبة لرئيس الجمهورية، فإن الجزائر «لا تنقصها الموارد ولا المكسبات من حيث الفلاحة والسياحة والقدرات الصناعية وموارد الطاقة التقليدية منها
والمتجددة على حد سواء. وهي تتمتع بشبيبة متعلمة وبسوق وطنية هامة».
رسالة رئيس الجمهورية بمناسبة إحياء ذكرى استرجاع الاستقلال والعيد الوطني للشباب
بعث رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أمس، رسالة إلى الأمة بمناسبة إحياء ذكرى استرجاع الاستقلال والعيد الوطني للشباب المصادف ل5 جويلية من كل سنة. هذا نصها الكامل:
«بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين
حضرات السيدات الفضليات،
حضرات السادة الأفاضل،
إن الغبطة لتغمرني وأنا أتوجه إليكم في احتفالنا هذا الخامس والخمسين بالعيد الوطني للاستقلال والشبيبة.
فالعيد هذا موعد نترحم فيه خاشعين على أرواح شهداء ثورة أول نوفمبر 1954 الأبرار، ثورتنا التحريرية المجيدة التي استرجعنا بها سيادتنا الوطنية. كما هو مناسبة لتجديد الاعتراف والعرفان لمجاهدينا ومجاهداتنا الأماجد نظير كفاحهم وتضحياتهم التي تكللت بتحرير وطننا المفدى. وهو أيضا موعد لإيلاف قلوب كل أبناء الوطن على استذكار ماضينا الحافل بالمآثر.
حضرات السيدات الفضليات،
حضرات السادة الأفاضل،
إن الجزائر إذ قرنت، قبل خمس وخمسين سنة خلت، الاحتفال بالعيد الوطني للاستقلال بعيد الشبيبة، إنما أكدت أول ما أكدت ضرورة استكمال تحرير البلاد وتعزيزه بإعادة إعمار الوطن وهي المهمة التي أنيطت بالشبيبة من حيث هي معقد الآمال والرجاء.
والخيار هذا ينم عن روح أمة عريقة عرفت في كل مرة، عبر الحقب والعصور، كيف تتجاوز الأزمات والملمات وتقلب أطوار التاريخ مواصلة بذلك صنع مصيرها وما يحمل من كرامة ومجد.
حقا، لقد أبلى الشعب الجزائري، على مدار القرون، بلاء ما فوقه من بلاء في مقاومة لا هوادة فيها لسائر الغزاة الذين ابتلي بهم تباعا وكان آخرهم المحتل الفرنسي الذي تأتى طرده بعد 132 سنة من المعاناة والآلام بفضل تلك المقاومات التي توجتها الثورة التحريرية المباركة التي نالت إكبار العالم أجمع.
من خلال استذكار الماضي وما تكبدناه فيه من مآس تحت وطأة الاحتلال الفرنسي إنما نمارس حقنا في حفظ الذاكرة وفاء لأسلافنا الذين قاوموا فاستشهد منهم الملايين وسجن منهم مئات الآلاف أو أخرجوا من ديارهم بينما جرد ملايين آخرين من أراضيهم وممتلكاتهم. إننا نمارس حقنا في حفظ الذاكرة وفاء لشعبنا الذي ضحى بمليون ونصف مليون من أبنائه وبناته لكي يسترجع سيادته الوطنية واستقلاله.
ليس في هذا التذكير بالماضي أية دعوة إلى البغضاء والكراهية حتى وإن ظل شعبنا مصرا على مطالبة مستعمر الأمس بالاعتراف بما اقترفه في حقه من شر ونكال، فرنسا التي باشرت معها الجزائر المستقلة بناء شراكة استثنائية يجب أن تكون نافعة لكلا الطرفين شراكة لن يزيدها الاعتراف بحقائق التاريخ إلا صفاء وتوثبا.
حفظ الذاكرة الوطنية هذا يعني أجيالنا الصاعدة هي الأخرى لأنه سيتيح لها على الدوام شحذ حسها الوطني، وهي تواجه التحديات والصعاب ويكون مبعثا لاعتزازها الدائم بوطنها.
ذلكم هو المنظور الذي جعلنا نكرس بنص الدستور قدسية النشيد الوطني والعلم الوطني. وذلكم هو المنظور بالذات الذي جعلنا نلزم الدولة بنص الدستور بضمان احترام رموز الثورة وصون ذاكرة الشهداء وكرامة المجاهدين. ووفق التصور هذا ذاته حمل الدستور الدولة مسؤولية السهر على ترقية التاريخ وتلقينه للأجيال الناشئة.
حضرات السيدات الفضليات،
حضرات السادة الأفاضل،
تعد الاحتفالات الوطنية كذلك محطات مواتية نقيس فيها ما قطعته البلاد من مسافة وما العيد الوطني للاستقلال والشبيبة إلا فرصة سانحة لذلك.
إن إخواننا وأخواتنا في هذا الوطن سيكونون من الشاهدين على مدى اختلاف جزائر اليوم عنها حين استرجعت استقلالها، قبل 55 سنة مضت، ولم تجد وقتذاك سوى آلاف القرى المدمرة وملايين اللاجئين والمهجرين ومئات الآلاف من يتامى وأرامل الحرب، فضلا عن الخراب الذي اقترفته الهمجية الإرهابية على يد منظمة الجيش السري.
سيشهدون أيضا على الجهود الجبارة التي تعين على دولتنا الناشئة بذلها لكي تؤمّن التعليم لأطفالها وتعيد إنعاش اقتصاد محدود وتخفف من وطأة الفقر المدقع الذي كانت ترزح فيه ملايين الأسر الجزائرية.
وسيتذكر مواطنونا، أيضا، تلك المسيرة التنموية الجميلة التي تم خوضها قبل أربعة عقود وتميزت على الخصوص بحركة تصنيع واعدة وتجدد فلاحي وتوسع التعليم في جميع المستويات وفي كافة أرجاء البلاد. تلك المرحلة، التي حدتها، بل غذتها مشاعر الاعتزاز بالوطن وعلى الخصوص اعتزاز الشبيبة المتجندة، تزامنت واسترجاع السيادة الوطنية على الثروات الطبيعية للبلاد والأراضي
الفلاحية والمناجم والمحروقات.
كان من الممكن أن يجعل هذا المسار الواعد حقا من الجزائر وقتذاك بلدا صاعدا لولا ما تعرض له بفعل الانحسار التدريجي لسيادتنا الاقتصادية ثم بفعل المأساة الوطنية التي خلفت عشرات الآلاف من الضحايا وما جلبته من تهديدات خطيرة على بقاء الوطن.
لكن، بعون الله العلي القدير، تسلح شعبنا العظيم بتعاليم دينه الحنيف وبمآثر تاريخه المجيد واستطاع أن يتجاوز تلك المحنة الأليمة الرهيبة وعاود بناء وطنه من جديد.
قبل ثمانية عشر عاما، كان لي الشرف، ويا له من شرف، أن صرت دليل خطواتكم مستمدا قوتي من ثقتكم، فأعدنا بناء ما دمر وشيدنا المزيد وجعلنا بلادنا تتقدم في شتى المجالات. وكلها بني وطني الأعزاء إنجازات حققناها معا، وأذكر بعضا منها باختصار مصداقا لما أقول.
لقد سجل اقتصادنا، خلال الثماني عشرة سنة الماضية، تقدما ملموسا انعكس من خلال ارتفاع الناتج الداخلي الخام بقدر خمس مرات.
لقد سمح الإنعاش الاقتصادي هذا الذي تدعم بالإسهام الاجتماعي للدولة بإنشاء الملايين من مناصب العمل المختلفة فتراجعت نسبة البطالة التي بلغت %30 في بداية القرن هذا إلى ثلثها.
خلال تلك الفترة ذاتها، استفادت الساكنة من أكثر من 3 ملايين و 500 ألف وحدة سكنية وهو ما لبى الطلب وزيادة مع العلم أنه يجري حاليا إنجاز ما يقارب مليون وحدة سكنية أخرى.
وأما الجامعة، فإنها سجلت طفرة حقيقية إذ وسعت شبكة منشآتها القاعدية بحيث شملت كافة الولايات فارتفع عدد الطلبة ليصل، عما قريب، إلى مليوني طالب. والحركية هذه تواكب حركية قطاع التربية الذي تجاوز تعداده ثمانية ملايين تلميذ بينما قاربت نسبة تمدرس الأطفال في سن السادسة 100 %.
في المجال الاجتماعي، سجلت الفترة ذاتها ارتفاع الأجر الوطني الأدنى المضمون بثلاث مرات وذلك بالتوازي مع تحسن مداخيل كافة الفئات المهنية بينما أتاحت سياسة العدالة الاجتماعية والتضامن الوطني الفعّالة إنزال درجة الفقر في البلاد.
كل هذه الدينامية التي تمخضت عنها تلك النتائج الملموسة والسريعة باتت تعترضها منذ ثلاث سنوات، انعكاسات الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها على السوق العالمية للمحروقات.
من جراء ذلك، تراجعت المداخيل الخارجية للدولة إلى ثلث ما كانت عليه بين عام 2008 واليوم الأمر الذي أحدث ضغطا كبيرا على النفقات العمومية التي تظل المحرك الرئيس للاقتصاد الوطني وتحديث المنشآت القاعدية للبلاد.
في هذه الأثناء، تشهد منطقتنا ظروفا مشحونة بالتوتر وتواجدا مخيفا لبؤر الإرهاب وشبكات المتاجرة بالمخدرات، وهو ما يستدعي منا على الدوام توخي اليقظة حفاظا على سلامة ترابنا وأمن شعبنا.
تلكم هي التحديات التي تواجه بلادنا بحيث كان لا بد من ذكرها في هذه المناسبة الاجتماعية.
حضرات السيدات الفضليات،
حضرات السادة الأفاضل،
على الصعيد السياسي، تميزت السنة الجارية، بانتخاب، قبل فترة من الزمن، مجلس شعبي وطني جديد سيتولى مع الحكومة الجديدة مواصلة تجسيد التحويرات الهامة الواردة في الدستور المعدل فيما يتعلق بالتعددية الديمقراطية وتعزيز دولة الحق والقانون ومواصلة ترقية حقوق الإنسان والحريات في كافة المجالات.
في هذا السياق، ستشهد السنة الجارية تنصيب المجلس الأعلى للشباب الذي سيمكن ممثلي الأجيال الصاعدة من صياغة تصورهم لمختلف الورشات المفتوحة في البلاد. والشأن سواء بالنسبة للمجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي المجدد هذا الذي سيكون فضاء للحوار المتواصل بين الحكومة وشركائها الاقتصاديين
والاجتماعيين في ظرف يتعين على الحكومة أن تواجه فيه تحديات اقتصادية ومالية جساما.
حضرات السيدات الفضليات،
حضرات السادة الأفاضل،
فيما يخص الحفاظ على سلامة ترابنا وأمن مواطنينا وممتلكاتهم دعوني أجزي، باسمكم جميعا، تحية الإكبار الواجبة للجيش الوطني الشعبي سليل جيش
التحرير الوطني على ما أبلاه ويبليه من بسالة واحترافية وروح التضحية التي بفضلها وفق بالتنسيق مع مختلف المصالح الأمنية في التغلب الكاسح على آخر بقايا الفلول الإرهابية المنتشرة عبر بلادنا المترامية الأطراف.
بهذه المناسبة، أترحم على أرواح أبنائنا شهداء الواجب الوطني الذين استشهدوا خلال الأشهر الأخيرة، من بين أفراد الجيش الوطني الشعبي وأفراد مصالح الأمن، أثناء مكافحتهم النبيلة لآفة الإرهاب المقيتة.
هذا، وأحيي بكل تقدير ما نشهده من جهود ونجاعة من قبل قواتنا المسلحة ومصالحنا الأمنية الرابضة على طول حدودنا من أجل صون سلامة ترابنا من كل محاولة تسلل إجرامي من أي صنف كان، وهي يقظة ترافق جهود دبلوماسيتنا في تعجيل استعادة السلم والوحدة والمصالحة في البلدين الجارين الشقيقين مالي وليبيا.
حضرات السيدات الفضليات،
حضرات السادة الأفاضل،
تواجه بلادنا في المجال الاقتصادي تراجعا كبيرا في مداخليها الخارجية واختلالا في ميزان مدفوعاتها الخارجية مع أنها تحتفظ بسيادتها غير منقوصة في قرارها الاقتصادي والاجتماعي بفضل ما جمعته من احتياطات الصرف التي بدأت تتناقص.
أمام هذا الوضع الذي سيستوقف كل واحد منا، بمناسبة هذا اليوم الذي نتذكر فيه تلك التضحيات الجسام التي بذلت في سبيل استرجاع استقلالنا، أجدد ندائي إلى شعبنا الأبي وأدعوه إلى بذل المزيد من الجهود والاضطلاع بالإصلاحات الاقتصادية الضرورية بكل سيادة.
الجزائر لا تنقصها الموارد ولا المكسبات من حيث الفلاحة والسياحة والقدرات الصناعية وموارد الطاقة التقليدية منها والمتجددة على حد سواء. وهي تتمتع بشبيبة متعلمة وبسوق وطنية هامة.
فينبغي تثمير هذه الموارد وهذه المكسبات أكثر فأكثر وذلك بإعادة الاعتبار لقيمة العمل، وتحسين مناخ النشاط الاقتصادي، والتعجيل بتنفيذ مختلف الإصلاحات الضرورية.
إن الحكومة مجندة حول هذه المهام اللازمة لتسريع التنمية الاقتصادية الوطنية وتنويع صادراتنا.
لكن هذا الالتزام يعني كل واحد وواحدة منا، علما أن الرهان يتعلق بمستقبلنا الوطني وبمصير أجيالنا الصاعدة.
حضرات السيدات الفضليات،
حضرات السادة الأفاضل،
قبل 55 عاما خلت، شهدت الجزائر انتصار ثورة عظيمة مكنتنا من استرجاع سيادتنا الوطنية، ثورة ما يزال أثرها إلى غاية اليوم محل تقدير في شتى أنحاء المعمورة.
وقبل عهد قريب، استطعتم، بني وطني الأعزاء حفظ وطنكم من الانهيار التام جراء مأساة وطنية حقيقية ووفقتم في تجاوز تلك المحنة بفضل المصالحة الوطنية التي بات العالم يتخذها اليوم مرجعا في مواجهة انتشار الإرهاب والمآسي الكثيرة المنجرة عنه.
كل هذه دلائل على مدى قدرة الشعب الجزائري على مواجهة التحديات وتحقيق المعجزات كلما تلقى نداء الوطن.
ذلكم هو نداء الوطن الذي أبلغه، في هذا المقام، إلى كل واحد وواحدة منكم، وبوجه خاص إلى شبيبتنا، من أجل مواصلة جهود إعادة البناء التي باشرناها معا منذ عقدين من الزمن.
وأشفع لكم هذا النداء بتمنياتي لكل واحد وكل واحدة منكم بموفور السعادة
والصحة في جزائر تزداد ازدهارا على الدوام».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.