خنقت إدارة الاحتلال أمس قطاع غزة ضمن سياسة عقاب جماعي ينذر بوقوع كارثة إنسانية بعد أن فرضت قيودا على منع تزويد أكثر من 1.5 مليون من سكان هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية بالوقود الضروري لتشغيل الإدارات والمستشفيات والمدارس. وأبقت إدارة الاحتلال أمس إغلاقها لكل المعابر بين الضفة الغربية وقطاع غزة ضمن خطة عقاب جماعي ضد السكان الفلسطينيين بمبرر الرد على إطلاق المقاومة الفلسطينية عدة صواريخ ضد أهداف إسرائيلية في جنوبفلسطين التاريخية. وعرف قطاع غزة أمس انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي مما اثار مخاوف في المستشفيات وخاصة بالنسبة لحياة الأطفال الرضع وحديثي الولادة. واتخذ وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك قراره الإجرامي بمبرر واهٍ وتناسى الاعتراف بأن رد المقاومة الفلسطينية إنما جاء بعد عمليات القتل الجماعي التي نفذتها طائرات مروحية إسرائيلية وعمليات قصف بالمدفعية الثقيلة خلفت سقوط عشرة شهداء فلسطينيين. وأبدى المسؤولون الفلسطينيون مخاوف متزايدة من استمرار انقطاع التيار الكهربائي ونفاد المخزون الاستراتيجي من الوقود المستخدم في تشغيل المحطة الرئيسية لتوليد الكهرباء في كل قطاع غزة خلال الساعات القليلة القادمة في حال تعنت ايهود باراك في موقفه وواصل فرض حصاره على الفلسطينيين. وتتحكم إدارة الاحتلال في مصير سكان قطاع غزة، تمونهم مرة وتحرمهم مرات من المواد الأساسية والوقود والأدوية وكل المواد الغذائية الضرورية لبقائهم على قيد الحياة. ويحاول نشطاء دوليون منذ مدة في تنظيم رحلات بحرية على متن سفينة الكرامة انطلاقا من ميناء العاصمة القبرصية لارناكا باتجاه ميناء غزة في محاولة لكسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني منذ قرابة عام كامل. وأيضا ضمن مساعي للفت انتباه المجموعة الدولية حول سياسة العقاب الجماعي التي تمارسها إدارة الاحتلال ضد مدنيين عزل.