يشكل نقص التزود بالماء الشروب هاجسا كبيرا لسكان حي النصر ببلدية مفتاح، إذ لم تتمكن البلدية التي تسير قطاع المياه بالمنطقة من إيجاد حل لهذا المشكل العالق لأزيد من عشر سنوات، وهو ما جعل السكان يمتنعون عن تسديد فاتورة المياه، مطالبين بمنح تسيير المياه إلى شركة "الجزائرية للمياه" لضمان تغطية أفضل وتوزيع عادل. والزائر لحي النصر (الحي التطوري سابقا)، الواقع وسط مدينة مفتاح، الذي يقطنه حوالي 2500 نسمة، لا يفوته أن يرى المشهد اليومي لأطفال الحي وهم يحملون الدلاء والأدنان البلاستيكية بحثا عن الماء، فضلا عن الصهاريج المختلفة لنقل المياه التي تكلفهم 800 دج. وحسب شهادات سكان الحي الذين التقيناهم، فقد أجمعوا كلهم على أن سبب امتناعهم عن دفع الفواتير، هو غياب عداءات المياه حيث أنهم طلبوا عدة مرات من الجهات المعنية وضع عداءات تحدد كمية استهلاكهم للماء، مقابل الدفع... ولدى استفسارنا عن هذا المشكل، أخبرنا رئيس مصلحة المياه، أن مدينة مفتاح تعاني نقصا كبيرا في الماء رغم احتوائها على ثلاثة خزانات مائية موزعة على المنطقة، وبالتالي لا يمكن تزويد كل أحياء المدينة بهذه المادة دفعة واحدة، لذلك فمن اللازم اعتماد طريقة التوزيع بالتناوب، بحيث يزود كل حي مرة في الأسبوع حتى يصل الماء إلى كل الأحياء. أما فيما يخص مسألة تسديد الفواتير، فقد أخبرنا مسؤول المياه، أنها كانت سابقا من صلاحيات البلدية من خلال تطبيق نظام التسعيرة المقدرة سنويا ب 2550 دج وذلك خلال سنوات التسعينيات. كما أشار مصدرنا إلى أن بلدية مفتاح ستتنازل قريبا عن تسيير وتوزيع المياه لصالح شركة "الجزائرية للمياه"، التي وعد مسؤولوها بأنها ستحل هذا المشكل بشكل نهائي، عن طريق وضع عداءات خاصة تحدد بدقة كمية المياه المستهلكة مع تزويد يومي بهذه المادة الحيوية.