في التفاتة من مديرية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التقليدية بالبليدة، إلى أصحاب الحرف المتنوعة، أعلنت مؤخرا عن برنامج جديد لإعادة ادماج هذه الفئة، عن طريق إنشاء مؤسسات صغيرة تجمع هؤلاء الحرفيين، تشرف عليها غرفة الحرف والصناعات التقليدية. ويأتي هذا القرار بعد الخرجات الميدانية التي قام بها والي ولاية البليدة، السيد حسين واضح، الذي وبعد أن وجد العديد من الاشغال التي عاينها دون المستوى المطلوب، ألح على ضرورة ان تسلم هذه الاشغال للحرفيين، وذلك بغية استغلال الكفاءات والطاقات التي يتمتع بها الحرفيون في مختلف المجالات، كالبناء، الترصيص التبليط وكهرباء العمارات وغيرها من الحرف التي تستفيد منها المشاريع التنموية خلال عملية الإنجاز، ومن جهة إعطاء فرصة للحرفيين للمشاركة في المناقصات التي تنظم من طرف الهيئات العمومية من جهة ثانية. أما عن تطبيق هذا القرار وحسب تصريح مدير القطاع بالبليدة، السيد جلول حيادحين، فسيتم في الأيام القليلة المقبلة، وبعد ابرام غرفة الحرف والصناعات التقليدية صفقات عمومية مع اصحاب المشاريع الخاصة، إنجاز المنشآت العمومية كالسكنات الاجتماعية ومقرات المديريات، لتقوم الغرفة بتوفير دفتر الشروط، ومن ثمة تباشر تسيير تلك المشاريع وتوزيع الحرفيين عليها كل حسب اختصاصه، وأول نموذج لهذا البرنامج سيكون مع ديوان ترقية السكن والعمران، حيث ستمنح بعض الأشغال (20 مسكنا) كبداية لمعرفة نوعية تدخل هولاء الحرفيين، وستعمم العملية فيما بعد. كما ستكون عملية ترميم وتهيئة المعالم السياحية والتاريخية، كضريح سيدي الكبير وسيدي يعقوب أيضا، مرحلة اخرى لاختبار هؤلاء الحرفيين، وكذا معرفة مدى نجاح او فشل هذه العملية، لا سيما بعد الخبرة التي أثبتتها الغرفة والنجاح الكبير في مجال الترميم والاشغال الفنية، كإنجاز القاعة الشرفية الجديدة لمطار هواري بومدين، وكذا مقر وزارة المالية، كما سيتم استحداث فضاءات لبيع وتسويق وترويج المنتوجات التقليدية المحلية على مستوى المواقع السياحية بالبليدة، الشريعة، شفة، حمام ملوان، وذلك في اطار البرنامج الخماسي 2009-2013. وتزامنا مع الاحتفال باليوم الوطني للصناعات التقليدية المصادف التاسع من نوفمبر، سطر قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات التقليدية، بالتنسيق مع الغرفة، برنامجا ثريا ومتنوعا ضم معرضا للصناعات التقليدية بمشاركة أزيد من 50 حرفيا من مختلف الانشطة، وأبوابا مفتوحة لفائدة الحرفيين على قطاعات ومؤسسات اخرى كقطاع الضرائب، الصندوق الوطني لغيرالاجراء والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، وذلك بمركز الورود بباب الجزائر (البليدة) بهدف اطلاع الحرفي على التحفيزات والتشجيعات والتسهيلات التي تمنحها الدولة لهذه الفئة. وتزامنا مع هذا الحدث الوطني، ينظم القطاع مسابقة للأشغال اليدوية لفائدة تلاميذ الطور الابتدائي تحت شعار "الاشغال اليدوية اساس الصناعة التقليدية"، وسيكرم الفائزون الخمسة الاوائل خلال الاحتفال بمظاهرات 11 ديسمبر. وفي السياق ذاته تم إلقاء درس نموذجي بالمناسبة على مستوى كل المؤسسات التربوية عبر تراب الولاية حول "الصناعة التقليية في الجزائر"، كما سيتم ايضا تكريم الحرفيين "مسنة ومسن الى جانب شاب وشابة"، وكذا الفائزين بجائزة فخامة رئيس الجمهورية للإبداع في الصناعات التقليدية. وعن مشاريع وآفاق القطاع، كشف أن المديرية تستعد لتنظيم يوم دراسي لفائدة رؤساء المجالس الشعبية البلدية حول "دور الصناعة التقليدية في التنمية المحلية"، كما سيتم توزيع عتاد للمستفيدين من عملية ترقية النشاطات التقليدية في الوسط الريفي وعددهم 31 مستفيدا، وتنصيب 20 شابا في التمهين على مستوى الورشات الحرفية، خاصة الحرف التي هي في طريق الزوال، ويستفيد هولاء الشباب بالموازاة من شهادات تسمح لهم بممارسة نشاطهم، ناهيك عن تنصيب الرابطة الولائية للصناعات التقليدية، والتي تضم عدة جمعيات تنشط في مجال اللباس التقليدي ولباس العروس. وتستعد المديرية في آخر الشهر الجاري، لتنظيم ملتقى جهوي تشارك فيه الى جانب ولاية البليدة، ولايات المدية، عين الدفلى والشلف، وهو منتدى خاص بالعلاقة بين المؤسسة والجامعة، ستشارك فيه إطارات من الجامعة ومن القطاعات ومؤسسات اقتصادية عديدة.