أفادت مديرة الفلاحة لولاية قالمة، السيدة بن والي العطافية ل»المساء»، أن إنتاج الطماطم لهذا الموسم بولاية قالمة لم يبلغ أهداف الإنتاج المتوقع، ويعود ذلك إلى نقص مياه السقي بسبب التغيرات المناخية وشح سقوط الأمطار، خاصة أثناء حملة الغرس من أول مارس إلى غاية 30 أفريل، التي حالت دون تحقيق الإنتاج المتوقع والمقدر بأزيد من مليونين و800 ألف قنطار. عرفت قالمة موسما جافا هذه السنة، في حين تراجع منسوب مياه سد «بوهمدان» المموًل الرئيسي لعملية سقي المحاصيل الزراعية بالولاية، خاصة الطماطم الصناعية التي تحتاج إلى نشاط هيدرو-غرافي قوي بالحوض الممتد من سهل الجنوب الكبير، على الحدود مع ولاية قسنطينة، إلى غاية الحدود مع ولاية سكيكدة، وإلى غاية بوشقوف من الجهة الشرقية مع ولاية سوق أهراس. عملت السلطات المحلية حينها على إيجاد حلول لمشكل السقي وندرة المياه المخصصة لذلك، إذ تم تسطير برنامج استعجالي خاص لتوفير الماء من أجل سقي المحاصيل الزراعية بولاية قالمة التي تعتمد عادة في تزودها على هذا السد، وتم اتخاذ إجراءات صارمة لتحديد كميات مياه الشرب المتاحة للسكان، نظرا لمخزون السد الضعيف الذي لا يمكنه تلبية المنطقة بالماء الصالح للشرب وتزويد محيطات السقي. وفي هذا الصدد، طلبت ولاية قالمة من وزارة الموارد المائية التدخل لتخصيص كمية من ماء سد «الشارف» بسدراتة ولاية سوق أهراس، لسقي المحاصيل الزراعية في المحيط الكبير بولاية قالمة، والممتد من قالمة إلى بوشقوف، على مساحة تقارب 10 آلاف هكتار، من أجود الأراضي المسقية بالمنطقة، لتدارك التأخر المسجل في عملية غرس الطماطم الصناعية. وقد سمحت التدخلات والمجهودات المكثفة محليا ومركزيا، بصدور قرار وزاري، بتوجيه احتياطي سد وادي «الشارف» التابع لولاية سوق أهراس لسقي المحاصيل الزراعية، خاصة الطماطم الصناعية في ولاية قالمة، بعد ذلك اتخذت السلطات المحلية في ماي المنصرم قرارا بتزويد وسقي مساحات الطماطم الصناعية المغروسة انطلاقا من سد «بوهمدان» في قالمة بكمية مليوني متر مكعب. بالإضافة إلى التزود من سد «مجاز لبقر» بعين مخلوف في ولاية قالمة، من أجل إنجاح موسم الطماطم الصناعية. وحسب المصدر، بلغت مساحة الطماطم الصناعية المجنية بولاية قالمة لهذا الموسم 2016 /2017 إلى غاية 09 سبتمبر الحالي؛ 4144 هكتارا، واحتلت المناطق الشرقية ومحيطات السقي كبلدية بلخير، بومهرة أحمد، بوشقوف وغيرها، أكبر مساحات غرس الطماطم الصناعية على مستوى الولاية التي تُعتبر رائدة في إنتاج الطماطم، والأولى وطنيا منذ عدة سنوات من حيث المردود العام، بحيث انطلقت عملية الجني في نهاية شهر جوان المنقضي من السنة الجارية، وبلغ الإنتاج المتحصل عليه إلى غاية الفترة المذكورة، مليونين و517 ألفا و511 قنطارا من مجموع المساحة المجنية، فيما بلغ المردود العام 1200 قنطار في الهكتار في المناطق الشرقية من الولاية. وعملية الجني لم تنته بعد في بلدية عين مخلوف بجنوب الولاية، فيما بلغت الكمية المحوًلة إلى المصانع مليون و676 ألفا و706 قناطير من الطماطم.