التحق صبيحة أمس ببومرداس قرابة 20 ألف متربص بمختلف مراكز ومعاهد التكوين المهني، منهم أزيد من 14 ألف متربص جدد في جميع أنماط التكوين، التحقوا ب21 شعبة مهنية يوفرها القطاع، تشمل ما يفوق 184 تخصصا في التكوين الإقامي و128 تخصصا في التكوين عن طريق التمهين، وهي التخصصات التي تم اختيارها بعناية فائقة لكي تستجيب للحاجة الحقيقية لسوق الشغل التي تفرضها خصوصية الولاية. من قراءة مُجمل أنماط تخصصات التكوين والتمهين الجديدة التي يقترحها القطاع ببومرداس خلال دورة سبتمبر التي انطلقت رسميا أمس، يبدو جليا أن الحكومة ماضية في دعم القطاعات الإستراتيجية الرامية إلى تقوية الاقتصاد الوطني، ولعل استحداث تخصصات مرتبطة بشكل وثيق بقطاعات السياحة والفلاحة والصناعة لخير دليل على ذلك، من خلال استحداث تخصصات تسيير وتنشيط السياحة، وتخصص عون صيانة المسابح كأبرز تخصصين تم إدراجهما خلال الدورة الجارية ولاقت إقبالا ملحوظا من طرف المتربصين، مع الإشارة إلى استحداث تخصص ترميم المواقع الأثرية والمعالم التذكارية، والأكيد أن طلبة هذا التخصص سيستمتعون بدروس تطبيقية بمختلف مواقع الولاية الأثرية، وعلى رأسها قصبة دلس العتيقة، وموقع «مرفأ الدجاج» بزموري البحري، حيث تم مؤخرا استكشاف أثار تعود إلى فترة ما قبل الميلاد وللحضارة الحمادية. إلى جانب وجود تخصصات ميكانيك وتصليح معدات المناجم الموجهة لدعم قطاع الصناعة الوطني باليد المؤهلة، هناك أيضا تخصص حفظ وتحويل منتجات الصيد البحري، خصوصا أن ولاية بومرداس تتميز بمنتجات الصيد البحري التي وصلت مؤخرا إلى 1025 طنا (كل أنواع الأسماك)، ناهيك عن منطقة النشاطات الجارية أشغال تهيئتها بمنطقة حاج أحمد المخصصة لمهن الصيد البحري، مما يعني الحاجة الملحة لليد العاملة المؤهلة. للإشارة، هناك تخصصات أخرى ضبطت بدقة لتتماشى وخصوصية الولاية الفلاحية، بما فيها تخصص صناعة الأجبان وتخصص التصبير والتتبيل وتخصص الاستغلال الفلاحي، فيما تنظر الولاية افتتاح قطب التكوين في الفلاحة والصناعات الغذائية بيسر، خلال الدورة القادمة، ليزيد من حظوظ القطاع في سبيل الظفر باليد العاملة المؤهلة، مع التأكيد على أن 60٪ من خريجي معاهد ومراكز التكوين والتمهين يحضون بمنصب شغل بعد قرابة 6 أشهر عن تخرجهم. كما أن قطاع التكوين ببومرداس يسعى إلى توسيع شبكة مؤسساته المهنية عبر كل بلديات الولاية، لتصل التغطية مستقبلا إلى 100٪، حسبما أعلن عنه مدير القطاع صادق سعادنة أمس، على هامش الافتتاح الرسمي للدورة التكوينية سبتمبر 2017.