حضي الفنان القدير جمال علام، سهرة أول أمس، بالمسرح الجهوي «عبد المالك بوقرموح»، بتكريم خاص من تنظيم الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، بحضور الوزيرين عز الدين ميهوبي والهادي ولد علي، إلى جانب العديد من الفنانين الذين جاؤوا من مختلف ربوع الوطن، كان منهم حمدي بناني، آكلي يحياثن، سليم فرقاني، صافي بوتلة، حكيم صالحي، أكلي د، فوزي سايشي وغيرهم، إلى جانب عائلته، بالإضافة إلى الجمهور الذي توافد في حشود لتحية هذا العملاق صاحب المدرسة الفنية المشهود لها بالداخل والخارج. لم تكن قاعة المسرح الجهوي «عبد المالك بوقرموح» تكفي لاستيعاب عشرات المواطنين الذين تنقلوا خصيصا من أجل حضور هذا الحفل الخاص بتكريم أحد أعمدة الأغنية القبائلية والجزائرية؛ جمال علام. تميزت السهرة بحضور فنانين محليين، على غرار ياسين زواوي، بوجمعة أقراو، حفيظ جمعي، إبراهيم طيب، فرقة تالسة، تاقراولة وغيرهم من الفنانين الذين تناوبوا على المنصة وأدوا بعض أغاني الفنان جمال علام. كما وقف الجميع وقفة عرفان لما قدمه الفنان للأغنية والموسيقى طيلة مشواره الفني الحافل. رغم الوضع الصحي الذي يمر به حاليا، غير أن جمال علام أبى إلا أن يكون في الموعد ليشارك ضيوفه وجمهوره دفء اللقاء، مع الاستمتاع بهذا الحفل الذي تمت تأدية بعض أغانيه المشهورة، بمشاركة الفرقة الموسيقية التي استدعيت خصيصا لهذه المناسبة، بقيادة الموسيقار «بازو». المناسبة كانت فرصة لاستحضار ذكريات الفنان مع بعض زملائه الفنانين، الذين جاءوا خصيصا للمشاركة في حفل التكريم الذي دام لأكثر من ثلاث ساعات، حيث عبر جمال علام عن فرحته التي لا توصف بهذا التكريم، وبحضور أصدقائه والجمهور العريض الذي يعرفه، وهو ما جعله ينسى المرض ويؤدي بعض أغانيه بحس مرهف وحركات متناغمة عود جمهوره عليها. وفي ختام الحفل قدم السادة الوزراء ووالي بجاية هدية رمزية للفنان، تمثلت في «قيثارة» معشوقة جمال التي رافقته طيلة مشواره. للإشارة، فإن الفنان جمال علام يعتبر من بين أكبر الفنانين الجزائريين، تعلم الموسيقى على يد الشيخ صادق البجاوي، ليهتم بعدها بالموسيقى العصرية، وقد أطلق أول ألبوم له عام 1973 بعنوان «مارا ديوغال»، وألبومات أخرى، على غرار «سي سليمان» و»ساليمو» التي لاقت نجاحا منقطع النظير. أصداء من الحفل عز الدين ميهوبي: هي لفتة للوقوف إلى جانب الفنان حضر وزير الثقافة عز الدين ميهوبي الحفل، ومن ضمن ما قاله؛ «نعلم أن جمال علام يمر بظروف صحية صعبة، لكنه يقاوم وهو صبور ووجد الدعم الواسع من زملائه وأصدقائه وعائلته الفنية الكبيرة، التي تظل دائما متفاعلة وعلى تواصل معه. كما يعد تنظيم هذا الحفل لفتة من أجل الوقوف إلى جانب الفنان والاعتراف بكل ما قدمه للفن والموسيقى طيلة مشواره الفني». الهادي ولد علي: يستحق التكريم لأنه قدم الكثير من جهته، أشاد وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي، بما قدمه الفنان جمال علام للفن، حيث قال خلال الكلمة التي ألقاها على هامش هذا الحفل، بأن جمال علام ليس بحاجة إلى الإشهار، لأنه معروف على الساحة الفنية الجزائرية، والدليل أن جمعا كبيرا تنقل خصيصا من أجل تكريمه. كما قدم الكثير للأغنية والموسيقى القبائلية والجزائرية، والوقوف إلى جانبه خلال هذه الفترة واجب لأنه يستحق كل التقدير والاحترام. أكلي يحياثن:جمال يستحق هذه الإلتفاتة على غرار باقي زملاء الفنان، أكد الفنان الكبير آكلي يحياثن أن جمال علام هو أحد أعمدة الفن الجزائري ويستحق كل التقدير، لأنه قدم الكثير طيلة مشواره الفني. وتنظيم هذا الحفل مبادرة جميلة من أجل الوقوف إلى جانبه خلال هذه الفترة الصعبة التي يمر بها و»التعبير عن حبنا له والاعتراف بما قدمه». جمال علام:أنا فخور وسعيد بهذا التكريم لم يخف جمال علام فرحته وتأثره بهذه الالتفاتة والمبادرة التي قام بها الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، حيث أكد أمام الجميع أنه يودّ تقديم الشكر الجزيل لكل من ساهم في تنظيم هذا الحفل، معبرا في نفس الوقت عن اعتزازه وفخره لهذه المبادرة، وسعادته بالالتقاء بكل أصدقائه سواء من الأسرة الفنية أو خارجها، وهو ما جعله ينسى مرضه طيلة هذه السهرة، بعد أن لاحظ كل هذا الجمع الكبير الذي تنقل لأجله، مما منحه القوة والشجاعة لمقاومة المرض. بن شيخ (مدير الديوان الوطني لحقوق المؤلف):المبادرة اعتراف بالتميز من جهته، أكد مدير الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، السيد سامي بن شيخ، أن جمال علام يستحق هذا التكريم، حيث أشار إلى أن هذا الفنان الكبير يستحق هذا الحفل التكريمي، لأنه قدم الكثير للفن الجزائري، والمبادرة ما هي إلا اعتراف لما قدمه طيلة مشواره الفني، مع ضرورة الوقوف إلى جانبه خلال هذه المرحلة التي يمر بها. ❊الحسن حامة