وجهت 23 جمعية محلية ناشطة في عدة تخصصات ومجالات في ولاية وهران، والمشكّلة لما يعرف ب»شبكة المواطنة البيئية»، نداء استغاثة لمصالح ولاية وهران، قصد التحرّك السريع للوقوف على المشاكل التي تعاني منها ضاية تيلامين ببلدية بن فريحة، والتي أصبحت مهددة بالزوال، نتيجة تواصل رمي المخلفات الصناعية الصلبة والسائلة بها، إلى جانب اختفاء عشرات أنواع الطيور التي كانت تجوب البحيرة، مع تصاعد كبير للملوحة بالبحيرة. اغتنمت «شبكة المواطنة البيئة» الناشطة بولاية وهران، فرصة الاحتفالات باليوم العالمي للأماكن الرطبة، الذي جاء هذه السنة تحت شعار «المناطق الرطبة من أجل مستقبل حضري مستدام»، لمطالبة والي وهران السيد مولود شريفي بضرورة تدخل كامل الإدارات والجمعيات المعنية بالبيئة، لحماية ما تبقى من بحيرة تيلامين، وحسب ممثل الشبكة السيد محمد يحياوي، فإنّ هذه البحيرة المصنّفة ضمن المحميات أصبحت مهدّدة بالزوال، مع اختفاء الطيور المهاجرة منها، بسبب تواصل عمليات رمي المخلفات الخاصة بالمصانع الموجودة في المنطقة الصناعية حاسي عامر، وهي مخلفات كيماوية ومخلفات صلبة تأثّر كثيرا على الحياة البيئية للبحيرة. كشف ممثل الشبكة عن أنه تم خلال العام الماضي، تقديم دراسة تقنية مستعجلة أمام والي وهران السابق عبد الغاني زعلان، وهي الدراسة الخاصة بإنشاء شبكة لتحويل مسار المياه الملوثة القادمة من المنطقة الصناعية حاسي عامر، وقد تمت الموافقة على المشروع، غير أنه بقي يراوح مكانه إلى غاية اليوم، أمام تنامي ظاهرة الرمي العشوائي للمخلفات والصرف الصحي. كما أكد محمد يحياوي أن الهدف من إعادة الاعتبار للبحيرة سيكون له الأثر الإيجابي على المنطقة والولاية ككل، وقد سبق أن سجلت عبور أنواع نادرة من الطيور المهاجرة التي كانت تقصد البحيرة سنويا، وكانت تشكّل منطقة جذب سياحي، بإمكانها أن تساهم في الرفع من مداخيل البلدية في حالة استغلالها بطريقة جيدة، مع إنجاز مشاريع مرافقة، كالمحلات ومساحات اللعب وفضاءات الترفيه بالمنطقة، تتربّع على مساحة 1100 هكتار من المناظر الطبيعية الخلابة، وقد وصفت البطاقة التقنية المقدمة أمام الوالي بأن وضعية البحيرة كارثية ولا تتوفّر على أية هياكل استقبال أو منشآت. اختفاء 50 ألف طائر خلال 5 سنوات حسب الإحصائيات التي تحوزها «المساء» بخصوص عدد الطيور المهاجرة ببحيرة تيلامين، وباقي البحيرات الموزعة على ولاية وهران، التي قدمت أمام والي الولاية خلال زيارته للبحيرة، فقد سُجّل تراجع كبير وهام في عدد الطيور المهاجرة، التي بلغ سنة 2012 عددها 103 آلاف طائر، من بينها 11 نوعا من الطيور المحمية، ليتراجع العدد إلى 79 ألف طائر سنة 2016، ثم 55 ألف طائر سنة 2017، ليصل في مطلع السنة الجارية 2018 إلى 52900 طائر، تشكل منها نسبة الطيور المحمية 83 بالمائة من إجمالي الطيور الموزعة على البحيرات، وموزّعة أيضا على 35 صنفا من الطيور، مع ارتفاع في عدد أنواع الطيور المحمية إلى 18 نوعا من الطيور المهاجرة. تتوزع أنواع الطيور ببحيرة تيلامين، على النحام الوردي الذي يشكل أكبر فصيلة من حيث العدد، والتي تتجاوز حسب الإحصائيات 33772 طيرا، إلى جانب البلاج الأبيض، كركي رمادي، غراب الماء الكبير، عقيب القصب والقرلي الصياد. تتوفر ولاية وهران اليوم على 8 مناطق رطبة، 4 منها محمية بقرارات وزارية ومصنّفة ضمن اتفاقية «رامسار»، وتعد السبخة الكبيرة الواقعة بدائرة بوتليليس أكبر منطقة رطبة في الولاية، تتربع على مساحة 43 ألف هكتار، تليها ضاية المقطع ب19 ألف هكتار، ثم ملاحة أرزيو ب2900 هكتار، وبحيرة تيلامين ب1100 هكتار، وهي المناطق الرطبة المحمية، فيما تأتي باقي المناطق الرطبة الأخرى والموزّعة على بحيرة أم القلار بوادي تليلات بمساحة 300 هكتار، ضاية البقرات بوادي تليلات بمساحة 200 هكتار، ضاية مرسلي بالسانيا بمساحة 150 هكتارا، وأخيرا بحيرة سيدي الشحمي بمساحة 10 هكتارات. وتكشف الدراسات بأن المناطق الرطبة في ولاية وهران تشكل 22.60 بالمائة من إجمالي مساحة ولاية وهران. ارتفاع دراجات الملوحة يهدد البحيرات حذر محافظ الغابات لولاية وهران، خلال العرض المقدم أمام السلطات الولائية، من تنامي ظاهرة ارتفاع الملوحة في البحيرات الموزعة على الولاية، وعلى رأسها بحيرة تيلامين التي أثرت على كميات المياه بها وعمقها الذي يبلغ حاليا 90 سنتيمترا فقط، وهو ما من شأنه القضاء نهائيا على الطيور التي تقصدها بسبب مشكلة الملوحة. من جانبه، أكد والي وهران أن المشكل طارئ ويتطلب تدخلا إستعجاليا، حيث أمر مدير الموارد المائية لولاية وهران بإعداد دراسة شاملة للمنطقة، وهي الدراسة التي تهدف إلى تحديد حجم الملوحة وتوسعها بالبحيرة، قصد إعداد دراسة شاملة، تقدّم للوزارة المعنية لاتخاذ إجراء بشأنها وحمايتها من الاختفاء. كما أكد والي وهران على القضاء على مشكل تدفق المياه الملوثة ومياه الصرف الصناعي القادمة من المنطقة الصناعية لحاسي عامر، من خلال تسجيل محطة لاسترجاع المياه الملوثة بالمنطقة، ستنطلق أشغالها لاحقا. كما دعا الوالي مصالح بلدية الكرمة، لإعداد بطاقة تقنية من أجل تهيئة المنطقة من خلال ميزانية ستمنح للبلدية عن طريق المخطط البلدي للتنمية. ❊ رضوان قلوش