شرعت مديرية الفلاحة لولاية وهران، في تطبيق برنامج إعادة تأهيل وغراسة الحمضيات وتطوير البساتين الموجودة على مستوى الولاية، على رأسها منتوج «الكليمونتين»، تطبيقا للإجراءات المعلن عنها العام الماضي والهادفة إلى الرفع من إنتاج الحمضيات في الجزائر، والتحول نحو التصدير، خاصة بوجود مناطق هامة في ولاية وهران كانت لسنوات، مناطق إنتاج واسعة لنوعيات خاصة من الحمضيات، على غرار «الكليمونتين». حسب الأرقام التي قدمتها مديرية الفلاحة لولاية وهران، شهدت بساتين غراسة الحمضيات بالولاية وهران تراجعا كبيرا خلال السنوات العشرة الماضية، انتقلت من 560 هكتارا من أشجار الحمضيات إلى نحو 260 هكتارا فقط، مما يعني أن بساتين الحمضيات في ولاية وهران تراجعت إلى حدود النصف. وهو ما دفع بالمديرية إلى العمل على إعادة الاعتبار لغراسه الحمضيات وعصرنة القطاع من خلال مبادرة خاصة. تعد نوعية «الكليمونتين» من أهم الحمضيات التي تنتجها ولاية وهران، كانت تمتد على طول سهول منطقة مسرغين إلى غاية بلدية بوتليليس، وتسوق عبر كامل ولايات الوطن والخارج، غير أنه وبمرور الوقت، تراجعت المساحات المغروسة من حمضيات الكليمونتين إلى نحو 109 هكتارات فقط، بعد أن كانت تتجاوز 200 هكتار، الأمر الذي قلص من حجم مساهمة ولاية وهران في إنتاج الحمضيات. تؤكد التحقيقات التي فتحتها مصالح الفلاحة لولاية وهران، لجوء عدد كبير من الفلاحين إلى تغيير النشاط بعيدا عن الاستثمار في مجال الحمضيات، فيما يبرر الفلاحون وأصحاب الأراضي تراجع الإنتاج والابتعاد عن الاستثمار في الحمضيات من نوع الكليمونتين لصعوبة التكفل بالأشجار والأمراض التي كانت تصاب بها المنتجات، فضلا عن الأموال الكبيرة المطلوبة في عمليات التطهير ومعالجة الأشجار، وأكد الفلاحون بأن معظم الحقول التي كانت منتشرة بالمنطقة، تحولت إلى خراب بفعل تركها وتراجع كميات المياه العذبة التي تتطلبها عملية السقي بفعل التطور العمراني في منطقة مسرغين، التي تحولت إلى قطب حضري يضم اليوم حوالي 80 ألف نسمة، مع تواصل عشرات المشاريع السكنية التي تمتد على طول المناطق الشاغرة بالبلدية، فيما حولت بعضها إلى عقارات للبناء، على غرار ما حدث ببلدية مسرغين التي كانت تعد ثاني أهم منطقة لإنتاج الحمضيات بعد منطقة المتيجة. للوقوف على المشكل، نظمت مديرة الفلاحة لولاية وهران خرجات ميدانية قادها مدير المصالح الفلاحية رفقة خبراء، قاموا بالتقرب من الفلاحين والمستثمرين للعمل على التحسيس حول أهمية إعادة الاعتبار لغرس «الكليمونتين»، مع الكشف عن أهم التسهيلات والتحفيزات التي تمنحها الدولة لصالح الفلاحين، وهي الخرجات التي من شأنها الرفع من إنتاج الحمضيات خلال الموسم المقبل، مع وضع خريطة خاصة لمواقع غرس الحمضيات وإعادة تفعيل برامج الغرس بمناطق أخرى قابلة لإنتاج الحمضيات تبقى بحاجة إلى الماء العذب وتربة قوية. ❊ رضوان.ق