افتتحت أمس، بقصر الثقافة مفدي زكرياء بالعاصمة، فعاليات المعرض المغاربي الأول للاتصالات وتكنولوجيات الهاتف النقال «مغرب ايكسبو» بمشاركة أكثر من 50 عارضا ومتعاملا في مجال التكنولوجيات الحديثة والرقمنة، إلى جانب مهنيين يمثلون دولا عربية وأوروبية منها تونس والمغرب وإسبانيا وفرنسا والصين، حيث يعد هذا الصالون الدولي فضاء رقميا مفتوحا لتبادل الخبرات والاستفادة من مختلف التجارب الحديثة التي تعرفها ثورة «الهاتف الذكي» عبر العالم. وأكّد ممثل الوكالة الوطنية لترقية وتطوير الحظائر التكنولوجية ياسين حيدوش في كلمته عقب الافتتاح الرسمي لهذا المعرض، الذي تنظمه مؤسسة «بي سمارت» المختصة في تنظيم المعارض ومختلف التظاهرات العلمية والتكنولوجية والتجارية الكبرى منذ 2016، أن هذا الحدث الهام يندرج ضمن الأهداف الكبرى التي تعمل الوكالة على تجسيدها، بالتساوق مع محاور مخطط عمل وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات والرقمنة، لتشجيع كافة الشباب المبدعين، من حاملي المشاريع التكنولوجية والرقمية ومطوري البرامج والتطبيقات، على الاستخدام الأوسع لتقنيات التكنولوجيا الحديثة في الحياة اليومية والمهنية، «باعتبار ذلك أكثر من ضرورة في ظل التطور المذهل الذي يعرفه القطاع خاصة بالمنطقة العربية والمغاربية». وأوضح السيد حيدوش، أن المعرض الذي يدوم 3 أيام كاملة، سيتيح الفرصة للشباب المبدع لولوج عالم التكنولوجيا والرقمنة والمساهمة أكثر في تطوير مختلف البرامج والمخططات المسطرة في هذا الإطار، لاسيما فيما يتعلّق بترقية التوجه نحو الأسواق الرقمية والتجارة الالكترونية، تزامنا مع مصادقة البرلمان الجزائري على بعض القوانين والنصوص التنظيمية، ذات الصلة، كقانون تنظيم التجارة الالكترونية وتشجيع تعميم بطاقات الدفع الإلكتروني. بدوره، أكد رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الحاج الطاهر بولنوار في تدخله، أن الهدف من تنظيم هذه التظاهرة، هو البحث مع كافة الشركاء والمتعاملين المهنيين في مجال التكنولوجيات الحديثة وتقنيات الهاتف النقال، عن كيفية بلوغ الاقتصاد الرقمي واقتحام عالم الإلكترونيات بقوة، موضحا أن جمعيته مندمجة بشكل كبيير مع مثل هذه المبادرات التحفيزية، كشريك أساسي وفعّال، من خلال اللجنة الوطنية لتجار الهواتف النقالة والإلكترونيات التي أنشأت منذ 3 أشهر وتسعى حسبه جاهدة للمشاركة الفعّالة في تجسيد برامج الرقمنة الاقتصادية التي تبقى الجزائر تعاني من تأخر في مجالها مقارنة بالدول المجاورة. وأوضح بولنوار في نفس السياق، أن هذه اللجنة الجديدة ستعمل على تكوين كافة التجار والحرفيين عبر التراب الوطني في كل ما يتعلق بالتكنولوجيا والرقمنة بالتنسيق مع الوكالة الوطنية لترقية وتطوير الحظائر التكنولوجية، معلنا عن إبرام اتفاقية ثنائية قريبا مع وزارة التكوين والتعليم المهنيين، بغية تنظيم دورات تكوينية لفائدة التجار في التخصصات التكنولوجية والرقمية المتوفرة وفقا لبرنامج دوري. من جانبه، دعا مسؤول المؤسسة المنظمة للمعرض «بي سمارت» سعيد بن مصباح، كافة المشاركين ومطوري البرمجيات وتطبيقات الهاتف النقال، الى تنسيق العمل فيما بينهم والاستفادة من خبرات وتجارب بعضهم البعض، قصد الوصول الى تطبيق أرضية تسمح بالدخول بقوة في مجال المعاملات الرقمية، بما في ذلك التجارة والخدمات، معتبرا التعاملات الكلاسيكية مرشحة للزوال في المستقبل القريب بحكم الطفرة النوعية التي يشهدها عالم التكنولوجيا الحديثة. كما أشار مسؤول الاعلام والاتصال للمعرض توفيق دراوسي، أن هذا الأخير يعد الأول من نوعه الذي يسلط الضوء على تقنيات الهاتف النقال بالجزائر، حيث سيشهد حسبه تنظيم عدة ورشات وندوات لتوضيح المفاهيم الحديثة مع تخصيص فضاءات للمؤسسات الناشئة (أكثر من 20 مؤسسة) لاعطاءها فرصة التواصل مع المؤسسات الكبرى الناشطة في الميدان، ووضع جناح خاص للألعاب الإلكترونية الرقمية الخاصة بالأطفال. وثمّن العارضون فرصة تنظيم هذه التظاهرة التي اعتبروها سانحة لتقديم عروض للزبائن والمؤسسات في مجال تكنولوجيات الاعلام والاتصال، داعين إلى مضاعفة المبادرات المماثلة لتفتح آفاقا واسعة للاستثمار في هذا الميدان.