يشكل موضوع الأبحاث والدراسات الأركيولوجية، محور نقاش الملتقى الوطني الأول لعصور ما قبل التاريخ بمنطقة سطيف بين البحث والدراسة، سيحتضن فعالياته المتحف العمومي الوطني للآثار بسطيف، يومي الخامس والسادس من شهر مارس الجاري، بمشاركة عدد من الأساتذة والباحثين في حقل العلوم الإنسانية من مختلف جامعات ومتاحف الوطن، لمناقشة جملة من المحاور الخاصة بالدراسات والأبحاث الأثرية التي شهدتها العديد من مناطق ولاية سطيف لعصور ما قبل التاريخ. تتمثل محاور أشغال الملتقى الوطني الأول لعصور ما قبل التاريخ بمنطقة سطيف في عدة محاور، أهمها تاريخ الأبحاث ما قبل التاريخ والأهمية الأثرية للمنطقة في التعمير البشري لشمال إفريقيا، بالإضافة إلى مشروع بحث موقع عين لحنش نتائج وتطلعات، والأبحاث الأثرية في موقع عين لحنش، ودراسات الصناعات الحجرية والعظمية المنسوبة للإنسان، إلى جانب الدراسة البالينتولوجية لبقايا الحيوانات العظمية والوسط الطبيعي، ومشروع بحث نتائج وتطلعات، والأبحاث الأثرية بموقع مجاز. حسب السيدة شادية خلف الله، مديرة متحف سطيف، والمشرفة العامة على هذا الملتقى التاريخي الذي يرتقب أن يشرف على افتتاحه وزير الثقافة، فإن باحثين ومختصين في عصور ما قبل التاريخ من مختلف معاهد وجامعات الوطن، سيناقشون على مدار يومين متتاليين بالدراسة والتحليل، جملة من المحاور المتعلقة بعصر ما قبل التاريخ لمنطقة سطيف الثرية، بتنوع عصورها التي تعاقبت عليها مختلف الحضارات الإنسانية التي تمثل الهوية الوطنية باختلاف عناصرها ومكوناتها، مما يستوجب حمايتها وحفظها وتثمينها، بالإضافة إلى إدراجها ضمن مسار تطور البلاد. استنادا للمتحدثة، فإن هذا الملتقى يعد فرصة مهمة لجمع المختصين في فترة ما قبل التاريخ، الذين يبحثون في مواضيع موحدة، أبرزها التواجد البشري في الوسط الساحلي والصحراوي في فترة ما قبل التاريخ وارتباطه مع المحيط الخارجي، وهو الموضوع الذي أخذ في الدراسة بطريقة مستقلة ومميزة وسيساهم في تعزيز حالة البحوث الحالية، مع إعطاء نظرة شاملة عن المجتمعات الإنسانية القديمة، بالإضافة إلى السماح للباحثين الجزائريين بالمساهمة في تقديم عرض حالة تقدم أشغالهم في مختلف ميادين البحث في فترتي ما قبل التاريخ وفجر التاريخ، الهدف منها تجسيد وتثمين التجربة الجزائرية في مجال البحث الأثري الميداني وتفعيلها إعلاميا لتكون مرجعا للدارسين والباحثين، والتعرف على أهم الاكتشافات الحديثة والأخيرة التي تم العثور عليها بمواقع ما قبل التاريخ الموجودة بالمنطقة، بما يتضمنه من حفظ وصيانة وترميم للممتلكات الثقافية وأهمية الأبحاث الأثرية في إثراء المجموعات المتحفية. تعد منطقة سطيف من المناطق الغنية بالمواقع الأثرية لفترة ما قبل التاريخ، حسبما أبرزته أولى الدلائل الأثرية لأقدم تواجد للإنسان في شمال إفريقيا، من خلال نتائج الحفريات التي أجريت في عشرينيات القرن الماضي، باحتضان المنطقة أربعة أوجه ثقافية تؤكد الاستمرارية في استغلال المحيط الطبيعي، بداية من العصر الحجري القديم الأسفل، وهو ممثل بالثقافة الألدوانية والأشولية بموقع عين لحنش على الضفة اليمنى واليسرى لوادي بوشريط، ثم العصر الحجري القديم المتأخر الممثل في العديد من المواقع القفصية المعروفة بالرماديات، أهمها الموقع القفصي مجاز وعين لحنش بالقرب من الموقع الألدواني، والعصر الحجري الحديث الممثل بالنقوش الصخرية، بالإضافة إلى موقع كاف الزمام ببلدية الزراية بيضاء برج، والرصيد المعتبر من التحف المتنوعة التي تحكي جميع الفترات التاريخية التي مرت بها المنطقة المتواجدة بمتحف الآثار بسطيف، استقدمت معظمها من المواقع الأثرية المتواجدة على مستوى إقليم تراب الولاية. كما يرتقب أن تنظم على هامش الملتقى، ورشات بيداغوجية للطلبة الجامعيين، تؤطر من طرف تقني متحف سطيف ومتحف باردو بالعاصمة، ورشة بيداغوجية للتقصيب أي صناعة أدوات حجرية لما قبل التاريخ، إلى جانب ورشة بيداغوجية ثانية للفن في ما قبل التاريخ أو الرسومات الصخرية. ❊ منصور حليتيم