شهدت مدينة باتنة مساء أول أمس، تهاطل أمطار غزيرة وسيول جارفة، تسببت في إغراق أغلب أحيائها الرئيسية بالطمي والأوحال، وتعطيل حركة المرور والمركبات، قبل أن تخترق الوديان عددا من التجمعات الحضرية، على طول حوالي 10 كلم، خصوصا بالجهة الشمالية عبر الطريق الوطني رقم 3 بجرمة، ما زرع الرعب والخوف وسط المواطنين الذين حاصرتهم سيول المياه. وقد غمرت السيول عدة منازل بالحي الشعبي الزمالة، وطرق تازولت وبسكرة وحي النصر وحي كشيدة، حيث قامت مصالح الحماية المدنية بعدة تدخلات على مستواها، خاصة بالأماكن المتضررة من المياه والحجارة والأوحال، التي جرفتها السيول وأدت إلى انسداد مجاري المياه وتدفق كميات معتبرة من المياه نحو الأحياء، كما تضرر الطريق الوطني رقم 3 الرابط بين قسنطينةوباتنة والطريق المزدوج، ما حال دون تنقل المركبات التي غيرت الاتجاه باستعمال طريق واحد في اتجاه مدينة عين مليلة. وقد أدى ذلك إلى حالة من الذعر والخوف وسط المواطنين، بعد أن غرقت بعض الأحياء الرئيسية في الطمي والأوحال، والمياه التي ارتفع منسوبها، حسب مصدر محلي إلى 40 ملم في أقل من ساعة، ولحسن الحظ لم تسجل أي حوادث مادية أو بشرية، حسب المصدر الذي أوضح أن عمليات فتح الطرق تمت في ظروف جيدة عبر عدة محاور، منها الطريق الوطني رقم 3 في شقه الرابط بين جرمة بولاية أم البواقي، الطريق الوطني رقم 31 عند مخرج الجهة الشرقية إلى تازولت، عند محور الدوران الذي تسبب في إعاقة حركة المرور بسبب تراكم الأوحال والطريق الوطني رقم 28 بتيلاطو بعد انجراف التربة والطريق 70 عند تجمع أولاد عيش ببيطام بسبب تأكل الطريق، والطريق 78 بنقاوس الذي غمرته المياه، فضلا عن طريقين ولائيين منها الطريق رقم 26 و165. وقد تجندت المصالح المعنية، ووضعت في حالة استنفار قصوى منذ الساعات الأولى عند تهاطل الأمطار المصحوبة بحبات البرد، لتقديم يد العون والمساعدة للمواطنين، وفتح المحاور والطرق، حيث استؤنفت صباح أمس، الحركة عبر العديد من المحاور والطرق، التي تسببت الإضطربات الجوية التي عرفتها منطقة الأوراس خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية. من جهتها، تجندت مديرية الأشغال العمومية لتسهيل حركة المرور وتدخلت فرق الصيانة التابعة لها، وسخرت 4 كاسحات للثلوج وآلات حفر وتجنيد 70 عاملا من فرق التدخل، كما أعطى والي باتنة عبد الخالق صيودة، تعليمات صارمة للمصالح المعنية لتسيير المخاطر ومعالجة كل النقاط السوداء، وشدد على ضرورة التعجيل بإزالة كل ما يعيق شبكات الطرق والصرف الصحي.